الكذب هو سلوك بشري شائع، حتى وقت قريب، لم يكن هناك سوى القليل من الأبحاث الفعلية حول عدد المرات التي يكذب فيها الناس. اقترحت بعض الاستطلاعات أن ما يصل إلى 96٪ من الناس يعترفون بالكذب في بعض الأحيان على الأقل.
أظهرت دراسة أمريكية طبقت على 1000 شخص أن 60٪ من المجيبين ادعوا أنهم لم يكذبوا على الإطلاق، لكن الحقيقة هي أن معظم الناس يكذبون من وقت لآخر، بعض هذه الأكاذيب هي أكاذيب بيضاء صغيرة تهدف إلى حماية مشاعر شخص آخر، وفي حالات أخرى، قد تكون هذه الأكاذيب أكثر خطورة أو حتى الشريرة (كالتستر على جريمة).
الكذب لا يكتشف بسهولة
الناس سيئون في اكتشاف الأكاذيب، وبحسب البحث فإن نسبة 54٪ فقط من الأشخاص كانوا قادرين فقط على اكتشاف الكذب في بيئة علمية، وأظهرت دراسات أخرى أنه حتى المحققين المدربين فقراء بشكل ملحوظ في معرفة ما إذا كان شخص ما يكذب أو يقول الحقيقة.
حاول الباحثون اكتشاف طرق مختلفة لاكتشاف الأكاذيب. على الرغم من أنه قد لا تكون هناك علامة بسيطة تدل على أن شخصا ما غير أمين (مثل أنف بينوكيو)، فقد وجد الباحثون بعض المؤشرات المفيدة.
علامات الكذب
استخدم علماء النفس البحث في لغة الجسد والخداع للمساعدة على التمييز بين الحقيقة والأكاذيب. أجرى الباحثون في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس دراسات حول هذا الموضوع بالإضافة إلى تحليل 60 دراسة حول الخداع، ونشرت نتائج أبحاثهم في المجلة الأمريكية للطب النفسي الشرعي.
إشارات تدل على احتمال وجود كذب حددها الباحثون:
تكون الكذبة غامضة، لا تقدم الكثير من التفاصيل.
تكرار الأسئلة قبل الإجابة عليها.
الحديث في تفاصيل الجملة.
الفشل في تقديم تفاصيل محددة عند النقاش في القصة.
بعض السلوكيات مثل اللعب مع الشعر أو الضغط على الشفاه بالأصابع، حركات اليد ولمس الوجه وغيرها.
استراتيجيات جديدة يمكن اتباعها لاكتشاف الكذب
وجد الباحث هوارد إيرليشمان، وهو عالم نفس يدرس حركات العين منذ سبعينيات القرن العشرين، أن حركات العين لا تعني الكذب على الإطلاق، في الواقع، يقترح أن تحول العيون يعني أن الشخص يفكر، أو بتعبير أدق، يحاول أن يصل إلى ذاكرته طويلة المدى.
يجب التركيز على الإشارات الصحيحة
حدد الباحثون بعض الإشارات التي يجب أن ينتبه إليها الأشخاص لاكتشاف الكذب وهي:
الغموض: إذا بدا أن المتحدث قد ترك تفاصيل مهمة عن قصد، فقد يكون السبب هو أنهم يكذبون.
عدم اليقين الصوتي: إذا بدا الشخص غير متأكد، فمن المرجح أن يُنظر إليه على أنه كذب.
اللامبالاة: يمكن أن يكون الاستهتار ونقص التعبير والموقف الممل علامات على الكذب لأن الشخص يحاول تجنب نقل المشاعر.
التفكير: إذا بدا أن الفرد يفكر بشدة في ملء تفاصيل القصة، فقد يكون السبب في ذلك هو خداعك.
اطلب منهم أن يعيدوا قصتهم في الاتجاه المعاكس
تشير الأبحاث إلى أن مطالبة الأشخاص بالإبلاغ عن قصصهم بترتيب عكسي، يمكن أن يزيد من دقة اكتشاف الكذب، وقد تصبح الإشارات اللفظية وغير اللفظية التي تميز بين الكذب ورواية الحقيقة أكثر وضوحا مع زيادة الحمل المعرفي.
الكذابون عادة ما يبذلون المزيد من الطاقة العقلية نحو مراقبة سلوكياتهم وتقييم استجابات الآخرين، إنهم مهتمون بمصداقيتهم والتأكد من أن الآخرين يصدقون قصصهم، كل هذا يتطلب قدراً كبيراً من الجهد، لذا إذا قمت باستجرار الكاذب ليروي قصته بشكل عكسي، سيصبح اكتشاف نقاط الضعف في القصة أكبر وستظهر سلوكيات الكذب عليه، بحسب موقع "فيري ويل مايند".
ينصح الخبراء عندما تحاول اكتشاف الكذب وتقييم قصة ما، التوقف عن النظر إلى "سلوكيات الكذب" وتعلم كيفية اكتشاف المزيد من السلوكيات الدقيقة التي قد تكون مرتبطة بالخداع، اتبع طريقة أكثر فاعلية عن طريق إضافة الضغط وجعل تحديد الكذب أكثر عقلانية من خلال مطالبة المتحدث بربط القصة بترتيب عكسي، وبالنهاية ينصحون باتباع غرائزك، فهي غالبا تعطي مؤشر صحيح.
المصدر: سبوتنيك