كتب الخبير في التحوّل الرقمي وأمن المعلومات ومواقع التواصل الاجتماعي رولان أبي نجم في موقع احوال ميديا:
يطالعنا كلّ يومٍ على هواتفنا تحديث جديد للتطبيقات الذي نستخدمها بالإضافة إلى تحديثات لأنظمة التشغيل iOS وAndroid، ومعظم هذه التحديثات تأتي لإصلاح ثغرات أمنية موجودة في هذه التطبيقات والبرامج. لكن المشكلة تكمن في لبنان أنّ معظم المستخدمين لا يقومون بهذه التحديثات لعدة أسباب أهمها أنّها تستخدم الانترنت بشكل كبير، وجميعنا نعرف مشاكل الانترنت في لبنان وتكلفتها، بالإضافة إلى بطء الانترنت فيأخذ تحميل هذه التحديثات وقتا طويلاً.
لكن الوضع مختلف جداً الآن، إذ أنّ الثّغرات الأمنيّة الأخيرة التي ظهرت في أنظمة تشغيل Apple جعلت الشركة تحثّ مستخدمي iPhone و iPad على تحديث أنظمة التشغيل الخاصّة بهم على الفور لإصلاح الأخطاء الأمنيّة التي ربما تمّ استغلالها بالفعل من قبل المتسللين.
وقالت الشركة على موقعها الخاص بدعم المستخدمين إنّ ثلاث ثغرات أمنية “ربما تم استغلالها بشكل كبير”. ولم تكشف الشركة الكثير من التفاصيل حول الأخطاء كون الشركة لا تفصح عن مشكلات الأمان أو تناقشها أو تؤكّدها حتى يتم إجراء تحقيق وتصحيحات أو إصدارات متوفّرة”. والمشكلة عبارة عن رابط في سلسلة استغلال (exploit chain)، مما يعني أنّ المتسلّل يحتاج إلى استغلال المزيد من الأخطاء ليكون قابلاً للتنفيذ بالكامل.
قامت الشركة بالتحديثات الجديدة كجزء من برنامج iOS 14.4 الجديد، والذي يتضمن أيضًا إصلاحات لتأخر لوحة المفاتيح (Keyboard) ويسمح للكاميرا بقراءة رموز QR الصغيرة.
وفي التفاصيل، قالت الشركة إنّ مشكلتين أمنيتين تنبعان من WebKit، وهو محرّك متصفح مفتوح المصدر تستخدمه متصفحات Safari و iOS حيث قد يتمكن مخترق عن بُعد من التسبب في تنفيذ تشغيل لبرمجية معينة تساعده على الاختراق.
في الخلاصة، نرى أنّ المعركة مستمرّة دائماً بين مستخدمي Android و iOS حيث يفاخر كل مستخدم بميزات نظام التشغيل الخاص به، لكن من أهم الميزات التي يفاخر بها مستخدمو Apple هي الحماية من الاختراقات. لكن ما تقدّم هو جرس إنذار للجميع أنه لا يوجد أي جهاز أو برنامج محمي مئة بالمئة من الثغرات والاختراقات، ولذك يجب تحديث جميع التطبيقات وبرامج التشغيل أولاً بأوّل عند صدورها وذلك للحصول على أعلى درجات الحماية. ورغم ذلك، تبقى المسؤولية الأولى والاخيرة على عاتق المستخدم لكي يكون عنده الوعي الكافي خلال الاستخدام للتفادي من الاختراقات.