بدأت عشرات الدول باستخدام النقود البلاستيكية بدلا من الأوراق النقدية. وكانت استراليا الرائدة في هذا الشأن منذ العام 1980. ويبدو ان دولا كبيرة مثل بريطانيا مهتمة بهذا الموضوع. أين لبنان من ذلك؟
تتم طباعة الاوراق النقدية المستعملة في لبنان خارج البلاد شأن الكثير من الدول اذ ان طبع النقود عملية معقدة ومكلفة، الأمر الذي يدفع الدول الى اللجوء الى طبع العملات في دول متخصصة.
اما الولايات المتحدة الاميركية فما زالت تطبع اوراقها النقدية بنفسها. لكن احد اكبر وافضل طابعي الاوراق النقدية في العالم ليس شركة تجارية بل انها الحكومة الاسترالية. وقد بدأت استراليا بطبع الاوراق النقدية البلاستيكية للاستخدام المحلي منذ الثمانينات من القرن الماضي. وهي الان تصدّر العملات النقدية البلاستيكية الى نحو 20 دولة مختلفة. ومن هذه الدول تشيلي، رومانيا، تايلاند، نيوزيلندا.
تحتكر الحكومة الاسترالية تجارة وانتاج النقود البلاستيكية التي يمكنها ان تدوم 4 مرات اكثر من الاوراق النقدية. غير ان بريطانيا بدأت مؤخرا في طبع النقود البلاستيكية الخاصة بها الأمر الذي بدأ يهدد الاحتكار الاسترالي لهذه الصناعة التي كانت تدر ملايين الدولارات سنويا على الدولة الاسترالية.
وبالاضافة الى اهتمام بريطانيا بالنقود البلاستيكية تبدي الهند اهتماما متزايدا هي الاخرى، ورغم ان كلفة طبع النقود البلاستيكية هي اكبر على المدى القصير الا انها تصبح اقل كلفة على المدى الطويل. وتستطيع النقود البلاستيكية ان تقاوم الاهتراءات والاوساخ والمياه والتمزّق، الأمر الذي تعاني منه النقود الورقية، وتتطلب صيانة وعمليات استبدال مكلفة على صعيدي الوقت والمال على حد سواء. فهل يشهد لبنان في السنوات المقبلة النقود البلاستيكية.
لا بد ان مصرف لبنان المركزي ليس بعيدا من دراسة هذه الخيارات الجديدة والتي تثير الاهتمام على مستوى الجمهور العام والمؤسسات المالية والمصرفية على حد سواء.
(طوني رزق - الجمهورية)