هنادي دياب
يروي الموسيقار ملحم بركات أنّ سيّارته المتواضعة التي كان يملكها في شبابه وتزامناً مع بداية مسيرته الفنيّة، كانت تتحوّل إلى "فندق" ينام فيه عندما كان يذهب إلى خارج لبنان لإحياء الحفلات الغنائيّة، وخصوصاً إلى سوريا. ويروي أيضاً أنّه لم يكن يملك المال لحجز غرفة له في الـ "أوتيل" انتظاراً لمجيء يوم الحفل. يقول ملحم إنّه كان فقيراً في شبابه ولا يخجل من ذلك أبداً. فلعلّ البوح بتفاصيل كهذه ليس إلاّ من شيَم "الأبطال" وأصحاب الشخصيّة القويّة والصلبة و"كبار" النفس والجوهر... تماماً كملحم.
أمّا اليوم فلا يزال "البطل" هو نفسه، إنّما الرواية اختلفت...
يبدو أنّ للسيّارات الحديثة الرياضيّة منها والكلاسيكيّة و"الكاملة الأوصاف" مكانة كبيرة في قلب الموسيقار الذي يبدّل سيّارته الخاصّة كلّ فترة من الزمن ليستبدلها بأخرى أكثر حداثة. فكان بركات اشترى منذ مدّة، السيّارة "الأرستقراطيّة" الشهيرة التي تتّصف بميّزات ملوكيّة والتي يحلم بها الكثير من الرجال المنتمين إلى جيل بركات نفسه، والمعروفة بالـ Maybach والتي دفع ملحم ثمنها حوالى الـ 400 ألف دولار أميركي.
أمّا في الأيّام القليلة الماضية، فظهر ملحم في بعض اللقطات وهو يجرّب سيّارة رياضيّة حديثة بيضاء اللون من طراز Mercedes Coupe 500 D Turbo في إحدى صالات العرض، والبالغ ثمنها 350 ألف دولار أميركي.
فلا شكّ أنّ عالم السيّارات يستحوذ على اهتمام كبير من بركات. إذ أنّه لا يكتفي في كلّ الأوقات بالمواصفات التي تحدّدها الشركة المنتجة للسيارة، بل يوصي بمزايا إضافيّة تماماً كحال السيّارة التي يملكها منذ سنوات عدّة والمخصّصة لمشاوير الصيد، وهي من طراز Mercedes بدفع رباعيّ.
يبقى أنّ "أبو مجد" تمكّن، كفنّانين آخرين، من إحداث فرق شاسع في حياته على الصعيد الماديّ بفضل المجهود الذاتي الذي لم يتخلَّ عنه يوماً والذي تُرجِم إبداعاً سكَبَهُ في فنّه وغنّاه في أغنياته. "ملحم" الذي كان ربّما يستيقظ في اليوم التالي على ألمٍ في ظهره أو تعبٍ في جسده يوم كان يمضي ليلة كاملة في تلك السيّارة المتواضعة، أصبح باستطاعته اليوم شراء سيّارة بثمن منزل واسع. والحقّ يقال إنّ فنّاناً كملحم بركات، وصاحب هذا الصوت المميّز والأداء المبدع وهذه المسيرة الفنيّة الحافلة بأجمل الألحان والتي تدخل إلى القلب بسهولة، يستحقّ أكثر من الذي يملكه اليوم.
فهل تكون سيّارة الـ Mercedes Coupe البيضاء المذكورة الهديّة الجديدة التي ينوي ملحم إهداءها لنفسه وهدفه "المْنَيشَن عليه"؟ فلِمَ لا؟ "أبو مجد فعلاً بيستاهل"...