خرج عبد الحليم العطار لبيع الأقلام كعادته، دون أن يتخيل أن صورته وهو يحمل ابنته ستغير حياته بشكل لم يتخيله بعد أن لقيت انتشارا كبيرا في مواقع التواصل الاجتماعي تلتها حملة تبرعات عبر الانترنت فاقت التوقعات كلّها.
نجحت صورة للاجئ سوري يبيع الأقلام في شوارع بيروت وهو يحمل ابنته على كتفه، في جذب الانتباه بشكل لم يتخيله أحد، لقضية اللاجئ المنحدر من أصول فلسطينية. وانتشرت صورة عبد الحليم العطار الذي يحمل ابنته ريم وهي نائمة على كتفه، ويتجول في الشارع ليبيع الأقلام، على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل كبير بعد أن نشرها أحد الأشخاص عبر موقع "تويتر". وأثرت هذه الصورة في موقع رواد مواقع التواصل، ومن بينهم الأيسلندي جيسور سيمونارسون، الذي بدأ حملة لجمع تبرعات لصالح عبد الحليم بدأت تحت شعار "دعونا نبحث عنه ونشتري جميع الأقلام التي يحاول بيعها". ولم يتابع العطار بالطبع اهتمام رواد وسائل التواصل الاجتماعي بقصته، لكنه فوجئ بشخص في الشارع يناديه ويقول له إن العالم صار منشغلا بقصته. وقال العطار في مداخلة صحافيّة إنه لم يصدق الأمر في البداية بل وشعر بالخوف أيضا.
وأطلق سيمونارسون، المقيم في أوسلو، حملة لجمع تبرعات لصالح العطار. وفاقت الحملة كافة التوقعات إذ جمعت أكثر من 155 ألف دولار في غضون أربعة أيام فقط وشارك فيها أشخاص من 89 دولة. وعندما علم العطار بالأمر قال إنه لا يصدق ما حدث ويشعر وكأنه في حلم.
وعمل العطار لسنوات عدة في أحد المصانع في دمشق ثم غادر مخيم اليرموك القريب من دمشق مع زوجته وطفليه بعد توتر الأوضاع في سوريا، لاسيما وأن وضع الفلسطينيين في سوريا اتسم بصعوبة شديدة فهم من ناحية يواجهون اتهامات بدعم بشار الأسد ومن ناحية أخرى يتهمهم البعض بالانتماء للمعارضة. ويرغب العطار في الاستفادة من أموال التبرعات لتعليم طفليه كما قال إنه سيحاول غيره من اللاجئين الذين يعانون مثله من ظروف معيشية صعبة.
ولم يحصد العطار مشاعر التعاطف فقط من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، بل إن البعض انتقد فكرة جمع هذه المبالغ الكبيرة لصالح شخص واحد، في حين أن هناك الكثيرين ممن يعانون من أوضاع مشابهة.