شربل رحمة
يعتقد البعض أنّ تنفيذ الأغنية، ينتهي عند اختيار الكلمة واللحن والتوزيع، وتوقيع عقود تنازل الموسيقي والشاعر للفنان، ومن ثم تسجيلها في استديو وتحضيرها للبث لإذاعي.
ولكن قلّة يدركون أنّ القسم الآخر من إنتاج الأغنية، أي السياسة الترويجية والتسويقية لها، يأخذ الحيّز الأكبر من اهتمام الفنان وشركة الإنتاج و"ميزانيّتها".
فـ "الهواء" عبر الأثير مقسّم الى فترات محددة بأوقات دقيقة جداً، تشكّل المساحة المتاحة أمام الفنان لبثّ أغنيته الجديدة، وطبعاً، بسعر معيّن تحدده سابقاً إدارة المحطة.
أمّا في تفاصيل تسعيرة البثّ، فتختلف بين فنّان وآخر. فهناك النوع "الكريم" من الفنانين، وبغالبيّتهم يكونون ذوات تاريخ فني كبير. فيتقدّمون من الإذاعة عبر إرسال مدراء أعمالهم أو مندوبين عنهم، بطلب أكبر قسم ممكن من الأثير، فتسمع أغنياتهم أكثر من عشر مرّات يومياً، لتصل "فاتورتهم" في نهاية الشهر الى ما يقارب الـ 5000 دولار أميركي.
وهناك الفنانون الذين يشقّون طريقهم الفني بخطوات أوّلية ولكن بميزانية تسويقية لا بأس بها، "فيحجزون" شخصيّاً فترات "هواء معتدل"، أي أنّ الأغنية ستبثّ لأقلّ من عشر مرات في اليوم. ومعدّل تكلفة هذا النوع من التسويق عبر الأثير، يترواح بين 3000 و 4000 دولار أميركي.
وبالطبع هناك بعض الفنانين الذين يلجؤون الى اختيار جدول بسيط لبثّ أغنياتهم، بسبب عدم موازاة ميزانيتهم للرقم المطلوب، فيكتفون بتسديد مبالغ أدنى من تلك المذكورة أعلاه. أمّا هذا النوع من التسويق، فيحتّم على الأغنية مساحة انتشار بسيطة جداً، لا تتعدّى أصابع اليد الواحدة يومياً.
وتجدر الإشارة الى أنّ هذه التكلفة لا تختلف كثيراً بين إذاعة لبنانية وأخرى، فيتحتّم على الفنان أن يضرب كلفة أغنيته بأربعة مرّات لكي يصل الى الشريحة اللبنانية الأكبر. لذلك يمكننا اعتبار تكلفة بثّ الأغنية عبر الأثير على مستوى الوطن، لا تقلّ عن 12000 دولار كحدّ أدنى.