أخفقت "كوثر" في تحقيق أمنيتها بالزواج من فارس أحلامها، فعلى رغم أنّها عانت الأمرّين من وجوده داخل السجن، كانت تنتظر بفارغ الصبر خروجه ليُكلّل حبهما بالزواج الموعود. لكنّ أحلام العروس سرعان ما تبخّرت، بعدما قادتها "طبختها" إلى ما وراء القضبان لتواجه عقوبة السجن لمدّة شهر بتهمة إدخال حبوب مخدّرة لـزوج المستقبل. والمفارقة أنّ الحبيب قضى عقوبة سجنه الأولى وغادره وتوارى، فيما دخلته الحبيبة متخبّطة بحظّها السيّء.
حضّرت "كوثر" أنواع الأطعمة التي يُحبّها "عبدو" القابع خلف القضبان، أعدّت البطاطا بوريه والكبة بلبن ليتناولها على الغداء واشترت كنافة ليأكلها كوجبة فطور. أسرعت الى "رومية" وقلبها يخفق لملاقاة الحبيب والزوج المستقبلي لكنّ طبخاتها، التي أدخلتها سابقا إلى السّجن، لن تمرّ هذه المرّة. لقد شكّ حراس السجن بأمرها وراحوا يفتشون الأغراض التي تحملها بدقّة، ليلاحظوا أن "البطاطا بورية" ممزوجة بمادة بيضاء اللّون تثير الشبهة بشكل ملفت.
أُخضعت الأطعمة المضبوطة لفحوصات مخبرية، فتبيّن أنها تحتوي على حبوب من نوع "ترامادول" المخدرة، فتم توقيف الفتاة واقتيادها الى التحقيق. هناك اعترفت أنّها على علاقة حب بالسجين "عبدو" الذي وعدها بالزّواج فور خروجه، وأّن حبّها الجارف له حملها على طهي الطعام الذي يحبه بيديها، وحمل الوجبات الشهية له عند كلّ زيارة.
"كوثر" التي استجوبتها المحكمة العسكرية أمس، اعترفت بأنّها تعرّفت على عبدو عبر"الواتس آب" وتوطدت العلاقة بينهما إلى أن هامت به وصار يطلب منها تحضير الأكلات المفضّلة لديه في منزل عمّته، ومن ثم رش "دواء" عليها هو عبارة عن حبوب بيضاء اللّون كانت تستلمها من قريبه "سامر" لتعمد إلى طحنها قبل توزيعها على الأطباق، مؤكدة أنّها لم تكن تعرف أن هذه الحبوب ممنوعة كما أنّها لم تُعلم عمّته بموضوعها.
وقد أصدرت المحكمة العسكرية حكمها في القضية فقضت بسجن "كوثر" و"سامر" لمدة شهر وغرّمت كل منهما مبلغ 200 ألف ليرة فيما أنزلت عقوبة السجن لمدة سنة بـ"عبدو" وغرّمته 500 ألف ليرة.