هنادي دياب
لعلّ أكثر ما يشغل المغنّين اللبنانيين عندما يقترب شهرَي كانون الأوّل والثاني هو التحضير للحفلات الغنائية التي سيحيونها لمناسبة رأس السنة الجديدة. وبقدر ما يكونون مهتمّين بهذا الحدث الكانوني السنوي، بقدر ما يخذلون محبّيهم اللبنانيّين...
ينتظر اللبنانيون بغالبيتهم موسم الأعياد الكانونية وبوجه خاصّ عيد رأس السنة ليحجزوا تذكرة لمشاهدة مغنّيهم المفضّل والاحتفال معه بحلول عامٍ جديد مهما علا سعر البطاقة. لكن بعض الفنانين اللبنانيين بدأوا، ومنذ سنوات عدّة، يخذلون محبّيهم بإحياء حفلاتهم الغنائية خارج لبنان وأكثرهم في الدول العربية المجاورة.
ومن هؤلاء الفنانين نذكر: يارا وجورج وسوف وإليسا وديانا حداد (دبي)، مايا دياب وملحم بركات ورامي عياش (الأردن)، نجوى كرم (أبو ظبي)، هيفاء وهبي وراغب علامة ووائل جسار (مصر). كما لا يمكننا أن ننكر أن الفنانين اللبنانيين يحظون بمحبّة كبيرة من قبل الجمهور العربي، إلاّ أنّه من الطبيعي أن تكون لهم قاعدة جماهيرية ضخمة في بلدهم لبنان.
ولكن ما السبب وراء تهافت المغنين اللبنانيين إلى إحياء حفلاتهم الغنائية لمناسبة عيد الرأس السنة خارج لبنان في الوقت نفسه الذي اختار فيه فنانون عرب التواجد في لبنان لإحياء حفلاتهم لمناسبة هذا العيد ومنهم الفنان العراقي كاظم الساهر والنجم السوري ناصيف زيتون؟ هل العرض المادي الذي يتلقّونه من الدول العربية كافٍ وكفيل بإغرائهم للاحتفال بالعام الجديد خارج بلدهم وبعيداً عن جمهورهم اللبناني الذي كان له الفضل الأكبر في إطلاقهم إلى الشهرة ووضعهم تحت الأضواء؟ سؤال برسمهم...