لا شك أن حمل حقائب السفر في المطار أو جرّها مسألة مزعجة بالنسبة لمعظم المسافرين، إلا أن حلّاً على ما يبدو بات قريباً لتلك "المشكلة المزعجة". هذا الحل أتى هذه المرة من لبنان وعن طريق شبّان مراهقين.
فقد صمّم 5 مراهقين لبنانيين "حقيبة سفر ذكية" تتبع صاحبها من غير أن يبذل أي جهد، وسمّوا ابتكارهم "اتبعيني أيتها الحقيبة"، وقد يجعل ابتكارهم ضياع حقائب السفر في المطارات، وجرّ الحقائب الثقيلة فيها أو حملها أموراً من الماضي.
ويقول الطالب رالف شلهوب، أحد المشاركين في المشروع، إنهم توصلوا إلى فكرة هذه الحقيبة بعد رحلة إلى دبي. ويضيف: "نحن فريق من خمسة أفراد، صنعنا حقيبة تلحق بصاحبها تلقائياً من غير أن يجرّها، وخطرت ببالنا الفكرة في مطار دبي حيث رأينا الركاب يشقون في حمل حقائبهم والتنقل بها". ويضم ابتكار الطلاب اللبنانيين حسّاسات ونظاماً للأشعة تحت الحمراء، ويضع صاحب الحقيبة سواراً حول ساقه كي تتبعه، وهي تسير فوق لوح مزوّد بعجلات.
إنجاز يكافأ بجائزة علمية
هذا الإنجاز العلمي لفت الأنظار، ونال الطلاب الذين اخترعوه جائزة علمية. فيقول أحد أعضاء الفريق مارك غاريوس: "سافرنا إلى الكويت للمشاركة في مسابقة عالمية تنظمها "إيفيا"، الاتحاد الدولي لجمعيات المخترعين، وكان هناك 450 مشروعاً من 30 دولة، وفزنا بالميدالية الذهبية ولقب أفضل ابتكار لعام 2015 عن كل الأعمار. كان متوسط أعمار المشاركين 30 سنة، وأعمارنا نحو 16".
استخدم الطلاب في تصميم ابتكارهم وحدة معالجة مركزية تتولى إصدار الأوامر التي يخزنها المبرمج للحقيبة. وإلى جانب شلهوب وغاريوس شارك في ابتكار الحقيبة مكسيم حداد وألين أبو رشيد وجوزف زاخر. وقد استخدموا نظام تحديد المواقع العالمي (جي بي إس) ونظاماً عالمياً للاتصالات مع شريحة هاتف خليوي لإبلاغ صاحب الحقيبة بمكانها من طريق هاتفه.
تحكم بحركة الحقيبة
إلى ذلك جهزت الحقيبة بكاميرا ذات جودة عالية مع حسّاسات أشعة تحت الحمراء، ويمكن التحكم بحركة الحقيبة من خلال تطبيق على الهاتف يتضمن إصدار أوامر منها "اتبعيني" و"توقفي" و"التحكم اليدوي".
وقُدم أول نموذج للحقيبة في معرض التكنولوجيا للجامعة الأميركية في بيروت أوائل عام 2015. وأحرز النموذج الثاني منها، وكان مزوداً بوحدة معالجة مركزية أكبر، ميدالية ذهبية وجائزتين أخريين في المعرض التجاري الدولي للأفكار المبتكرة والمنتجات الجديدة في نورمبرغ بألمانيا.
وأشاد المشرف على الفريق الاستاذ صادق برق بأعضاء فريقه وإنجازهم. وقال: "إنهم شباب وطموحهم كبير، ممكن أن يحلموا بأشياء لا تزال غير موجودة. نرافقهم في التنفيذ، ونلاحظ أنهم يعملون على اختراعات عالمية. ونعمل منذ خمس سنوات تقريباً على هذا النمط، وكل سنة تتحقق إنجازات". ويأمل فريق المبتكرين الشباب في تمويل يسهل عملية طرح حقيبتهم في السوق، والحصول على براءات اختراع محلية وعالمية.
(العربية)