يكاد لا يخلو منزل لبناني حالياً من فرد يلازم فراشه أو يعاني من حرارة مرتفعة وإرهاق جسدي والى ما هنالك من عوارض صحيّة تتفاقم لدى البعض ما يضطرهم الى الإسراع نحو الطبيب لتلقي العلاج المناسب.
فما الذي يحدث وهل ثمة H1N1 "في الأجواء"؟
"نعم، تمّ تسجيل حالات اصابة بهذا النوع من الانفلونزا في الفترة الماضية"، تجيب رئيسة مكافحة الأمراض الانتقالية في وزارة الصحة د. عاتكة برّي!
لكن مهلاً مهلاً.. لا داعي للقلق أو الخوف!
تشرح د. برّي في حديث لـ "لبنان24" أن "الـ H1N1 بات جزءاً من الانفلونزا الموسمية"، وتدعو الى التمييز بين الانفلونزا (Flu) والزكام (cold ) على رغم تشابه بعض العوارض في ما بينها، وعادة ما تشمل اعراض الانفلونزا السعال (الجاف)، حمى، التعب والشعور بالم في العضلات، الغثيان والاسهال، فيما ينتج الزكام سيلاناً في الانف وعطاساً قد تصاحبه حرارة خفيفة في بعض الأحيان.
المعلومة الاساسية التي تريد د. برّي أن تصل الى المواطنين لازالة أي التباس أو ذعر أو ريبة مفادها التالي:" الـ H1N1 دخلت منذ العام 2009 في منظومة الانفلونزا الموسمية (أي أنها باتت اعتيادية)، والاهم أن ندرك أن ليست كل اصابة بهذا النوع من الانلونزا ستؤدي الى مضاعفات خطيرة وشديدة، وعليه قد يصاب الشخص بهذا الفيروس فيختبر عوارض الـ Flu العادية (سبق وتم تشخيص حالات اصابة بالـ H1N1 حيث تكون العوارض خفيفة أو معتدلة).
إذاً، وبحسب د. برّي، فإن المضاعفات قد تحصل لدى تضافر عوامل اخرى كالنقص في المناعة أو وجود أمراض مزمنة كأمراض القلب والسكري والربو وغيرها، وبطبيعة الحال فإن الحوامل والاطفال والمسنين عليهم أن يتلقوا عناية خاصة، وهذا ما ينطبق على حالات الأنفلونزا بشكل عام وليس فقط الـ H1N1.
وعليه، تنصح برّي الاشخاص الذين يشعرون بضيق في التنفس التوّجه فوراَ الى الطبيب، اذ أن هذه اشارة اساسية لاحتمال وجود مضاعفات.
يشار الى أنه يتوّجب على المستشفيات ابلاغ وزارة الصحة عن كل الحالات التي يدخل فيها شخص الى العناية الفائقة، علماً ان وزارة الصحة تتكفل بمصاريف اجراء فحوصات الـ H1N1 و"الكورونا" في مختبر مؤهل في مستشفى رفيق الحريري الدولي، وذلك للحالات التي تدخل المستشفى.
ومؤخراً، اصدرت وزارة الصحة تعميماً توعوياً حول انفلونزا H1N1 وسبل مكافحته والوقاية منه، منبهة الاطباء "لعدم ضرورة إجراء فحص الـ pcr الا للمرضى الذين يدخلون الى المستشفى".
وعليه، تكرر بري أن لا ضرورة لاجراء هذا الفحص الا إذا ارتأى الطبيب المعاين ذلك، "علماً أن الاطباء المتخصصين في الامراض الجرثومية عادة ما يطلبون اجراء الفحوصات للتأكد من التشخيص، وبالتالي اعطاء الدواء المضاد المناسب، ذلك ان تناول مضادات الفيروسات بطريقة عشوائية يؤدي الى مقاومة الجسم لها واكتسابه مناعة ضدها.
وتذكّر وزارة الصحة بطرق الوقاية من الانفلونزا عبر المداومة على غسل الايدي بالماء والصابون أو المواد المطهرة الاخرى، خصوصا بعد السعال أو العطس أو المصافحة، واستخدام المنديل لتغطية الفم والانف عند السعال أو العطس ثم التخلص منه في سلة المهملات، وتنصح بأن يكون السعال أو العطس على أعلى الذراع وليس على اليدين اذا لم يتوفر المنديل. وتدعو الى ضرورة تلقيح الاشخاص الاكثر عرضة لمضاعفات المرض بلقاح الانفلونزا ولا سيما الاطفال والنساء الحوامل والمسنين فوق الخمسين عاماً، والمرضى الذين يعانون امراضاً مزمنة.