الحال تغيرت في العالم، فبيروت التي وُصفت معظم القرن الماضي بباريس الشرق "عاصمة بلاد الإشعاع والنور" المكتظة حاليا بأكثر من 80 ألف صاروخ، أصبحت بين الأسوأ في جودة الحياة والعيش والعمل على الكرة الأرضية، ومثلها تقريبا تغيرت القاهرة والجزائر ودمشق وبغداد، فحلت مكانها مدن عظيمة وبراقة، واعدة ولها جاذبيات، ونجد 6 منها تقع في منطقة الخليج بين أفضل 10 مدن عربية.
هذه المعلومات وغيرها، يمكن استخراجها من لائحة شملت 230 مدينة بالعالم لجهة العيش في دورة حياة يومية متنوعة النشاطات والخدمات، على حد مراجعة قامت بها "العربية.نت" للائحة التي أصدرتها الاثنين الماضي مؤسسة ناشطة بدراسات وأبحاث عالمية الطراز، لها مقرات بكل القارات، وهي Mercer Quality of Life التي ظهرت العاصمة النمساوية فيينا، ولسابع مرة في لائحتها، كأفضل مدينة صالحة لعيش وعمل الإنسان.
اختيارات "ميرسير" اعتمدت على دراسة مكثفة في تقييم جودة الحياة، الشاملة نوعية الخدمات الطبية وأسعار الإيجارات والكهرباء والنقل العام والمساحات الخضراء ونوعية الهواء والماء، ومستوى التعليم وحرية الصحافة والرياضة والترفيه والثقافة والتسوق والأمن، كما كانت عليه بين سبتمبر ونوفمبر الماضيين، فجاءت زوريخ السويسرية ثانية، تلتها أوكلاند بنيوزلاندا، ثم ميونيخ الألمانية بالدرجة الرابعة، وفانكوفر الكندية خامسة، ثم ديسلدورف وفرانكفورت الألمانيتين بالدرجتين السادسة والسابعة، تلتهما جنيف السويسرية ثامنة، ثم عاصمة الدنمارك كوبنهاغن بالدرجة التاسعة، لتنتهي لائحة العشر الأوائل بمدينة سيدني الأسترالية.
عاصمة موزمبيق أفضل بدرجتين من عاصمة سويسرا الشرق
وتمضي لائحة Mercer من سيدني إلى مدن أخرى في مستوى الحياة ونوع الخدمات، ونجد معظمها في أوروبا، واختارتها المؤسسة في لائحتها كأفضل من غيرها لجهة الإقامة والعمل، الى أن تظهر أول مدينة عربية، وهي دبي التي احتلت الدرجة 75 بين 230 مدينة على مستوى العالم، والدرجة الأولى عربيا، علما أنها كانت صحراء قاحلة، كأبوظبي التي احتلت الدرجة 81 عالميا وجاءت الثانية عربيا.
ونجد في الجدول إلى جانب صورتي دبي وبغداد أدناه، الدرجة التي احتلتها كل مدينة عربية ضمتها "ميرسير" الى اللائحة التي جاءت تل أبيب فيها بالدرجة 104 وطهران بالدرجة 203 كإحدى أسوأ المدن للعيش بآسيا. كما نرى بغداد "عاصمة الرشيد" وبلاد ما بين النهرين، تحتل الدرجة الأخيرة عربيا ودوليا. أما في اللائحة فاحتلت مابوتو، عاصمة الموزمبيق، الدرجة 178 أي أفضل بدرجتين من بيروت "عاصمة سويسرا الشرق" بحسب ما كان لبنان موصوفا في الماضي القريب.
والغريب أن مدنا كانت فيما مضى الجاذب الأكبر للعيش على كل صعيد، أصبحت عادية في اللائحة الرقم 18 التي تصدرها المؤسسة، كباريس التي جاءت في الدرجة 37 وتلتها لندن في الدرجة 39 ثم طوكيو في الدرجة 44 وبعدها في الدرجة 49 نجد لوس أنجلوس، ثم في الدرجة 53 نجد روما، وهكذا نرى العالم يتغير.
المصدر : العربية