بين عاطفة الأم الجياشة وخوفها على فلذات كبدها، وبين أوامر الزوج الصارمة وظروف الحياة القاسية، سلكت "إلهام" درب الدعارة بعد أن إنتقلت من سوريا إلى لبنان لتعيش تحت رحمة قوّادها الذي كان يحتجزها في غرفة مقفلة بانتظار أن يطلبُها زبون ما.
قصّة السورية "إلهام" مع الدعارة بدأت بعد مدّة قصيرة من زواجها من مواطنها "بهاء" بعد حبّ عاصف، أمّا "إيمان" جارتها فما لبثت أن سلكت طريقها.. وبسبب الأحداث في سوريا، أجبر "بهاء" وصديقه "غياث" الفتاتين على الانتقال قسراً إلى لبنان لممارسة أعمال الدعارة في أحد الملاهى الليلية. وكلّف الصديقان المدعو "عبد الهادي" الذي يعمل لديهما مهمّة نقلهما إلى الزبائن عند الطلب.
بعد ورود معلومات عن أعمال الشبكة المشبوهة، أوقف مكتب حماية الآداب العامة بعض أفرادها فيما فرّ البعض الآخر، وفي التحقيق الأولي إعترفت "الهام" بممارسة الدعارة بناء لطلب زوجها وصديقه، موضحة أنها كانت تعمل لصالح"أنطوان" و"موريس" اللذين يديران ملهى ليلي ويؤمّنان الزبائن لها. وأكدت أنها كانت ترفض أن تكون بائعة هوى، وقد حاولت الفرار لكنّها خافت لأنّ أوراقها الرسمية كانت محتجزة لدى "أنطوان"، كما أنّ زوجها هدّدها بقتل أولادها من زوجها الأوّل الذي توفي في الحرب السورية، إذا لم تستجب لأوامره وتعمل في الدعارة، مشيرة إلى أنّ "نور" زوجة "غيّاث" تعمل في الدعارة بتسهيل من زوجها.
أما "إيمان" فأفادت بأنّ "غياث" و"بهاء" عرضا عليها العمل في ملهى ليلي في لبنان مقابل 1000 دولار شهريا فوافقت، إلا أنّها عند وصولها فوجئت أنّ العمل هو في الدعارة فرفضت، لكنهما أجبراها بحجة أنّهما دفعا لها سلفا المبلغ المتفق عليه، فاضطرت للموافقة بعد أن اشترطت أن يكون العمل لمدة شهر واحد ، مضيفة أنّ "عبد الهادي" كان يوصد باب البيت عليها وعلى صديقتها "إلهام" لمنعهما من الهرب.
"عبد الهادي" الذي أُلقي القبض عليه أثناء نقله فتاتين بناء على موعد لممارسة الدعارة، اعترف أنّه كان يعمل لدى "انطوان" في إحضار مستلزمات الملهى من فواكه وخضار وثلج، لكنّ الأخير صار يطلب منه إحضار الفتيات من الشاليه إلى الملهى وبالعكس معترفا أنّه كان يقفل الباب على الفتيات لمنعهنّ من الهرب.
وبمراجعة ملفات مكتب مكافحة الإتجار بالبشر، تبيّن وجود أسبقيات بحق "أنطوان" و"موريس" في أعمال تسهيل الدعارة. وطلب قاضي التحقيق في جبل لبنان ربيع الحسامي في قراره الظنّي، عقوبة السجن حتى سنتين لمسهّلي الدعارة وحتى سنة للفتيات اللواتي مارسن المهنة، ورفض تخلية سبيلهم وأحال الجميع على المحاكمة أمام محكمة الجنايات.