عشية الأول من نيسان، وهو عيد الكذب والكذّابين، حيث يتفنن كثيرون في تركيب مقالب للأخرين تخرج عن المألوف وتجعل مقلبهم أقرب إلى التصديق، وإن كان الجميع يميلون في هذا اليوم إلى عدم تصديق كل ما يُقال لهم، حتى ولو كان ما يقال في بعض الأحيان حقيقياً ولا يندرج في خانة المقالب.
والغريب أن بعض الناس يتباهون بالإحتفال بهذا العيد على أنه عيدهم بامتياز، لأنهم مشهورون بالكذب. ويتردد بعض النكات عن بعض السياسيين الذين يعتبرون أن الكذب هو ملح الرجال، وهمّ يقولون أنهم مضطرون للكذب في بعض الأحيان لأن طلبات الناس لا تخلص، وهم يعتقدون أن في يد السياسي عصاً سحرية، بالأخص عندما يتعلق الأمر بكثرة طلبات التوظيف.
ومن بين النكات التي يتم تداولها عن الكذب، ما يقال عن الرجل الذي يتصل بزوجته ويقول لها "يللا خمس دقائق وبوصل عا البيت". وتطول المسافة التي تفصله عن البيت، الذي يصل إليه متأخراً. وقبل أن تتعشاه زوجته يتغداها: شو هيدي ما بقى بينعاش بهالبلد. وين ما راح الأنسان بيعلق بعجقة سير. شو هيدا الحالة ما بقى بتنطاق. وتمرّ الكذبة على خير وسلام.
وما تكاد كذبته تمرّ حتى تأتيه كذبة من نوع آخر: يللا شري تأخرنا عا الجماعة. ويأتيه الجواب: خمس دقايق وبكون جاهزة. وهذه الخمس دقائق تصبح ساعة على اقل تقدير.
ومن بين الكذبات التي تتكرر يومياً، ما يرد على لسان الأمّ اللبنانية عندما تهمّ عند كل صباح بإيقاظ أولادها، فتقول لهم: يللا بلا كسل صار الضهر. وعندما يستيقظون يتهافتون على الترويقة، فتقول لهم: قايمين عا الأكل وبعد ما طلع الضو.
وعلى رغم أن للأول من نيسان فلكلورية معينة فإن مشهديته تتكرر لدى البعض 364 يوماً.