لأوّل مرة منذ تأسيس موقع "فيسبوك"، أطلق مؤسّسه الشاب مارك زوكربيرغ رسائل سياسية تصعيديّة، نقلته من عالم التكنولوجيا وريادة الأعمال إلى لاعبٍ مؤثّر على الساحة العالمية، وذلك خلال مؤتمر "فيسبوك" للمطورين F8، والذي حضره 2600 مطوّر تكنولوجي من حول العالم.
زوكربيرغ تحدّث عن أبرز المراحل التي مرّ بها "فيسبوك"، ثم إستعرض مخططًا لوصل العالم أجمع خلال السنوات الـ10 المقبلة، في خطوةٍ لتوسيع إمبراطوريته الفيسبوكية. حيث لفت إلى أنّه يسعى للوصول إلى 7 مليارات إنسان، بمن فيهم من لا يملكون القدرة على إستخدام الإنترنت.
وقال زوكربيرغ: "نحن مجتمع عالمي. نرحّب باللاجئين الهاربين من الحروب، والمهاجرين الباحثين عن فرص جديدة، ونعمل على محاربة أمراض عالمية مثل الإيبولا، كما نهتم بقضايا تهمّ الناس مثل تغيّر المناخ". وأضاف: "هدفنا إعطاء النفوذ والقوة لأي شخص ليتشارك أي شيء مع الآخرين، ونعمل لتوحيد القوى من أجل مواجهة أجنحة السياسة العالمية".
وفنّد زوكربيرغ خطته لجمع الناس معًا عبر استراتيجية ناجعة من أجل تكنولوجيا تتجاوز الحدود والثقافات. وفي معرض خطّته وجّه "توبيخًا حادًّا" للمرشح الجمهوري للإنتخابات الرئاسية الأميركية دونالد ترامب الذي تعهّد ببناء جدار على الحدود المكسيكية - الأميركية في حال وصوله إلى البيت الأبيض من أجل منع المهاجرين كما المسلمين من دخول الولايات المتحدة.
وأضاف: "عندما أنظر حول العالم أرى الناس والأمم تنغلق على ذاتها، ويُعمل ضد فكرة العالم المتصل ببعضه والمجتمع العالمي. أسمع أصوات خائفة لبناء أسوار وللتباعد بين الناس. أسمع رفضًا لحريّة التعبير وتخفيف فرص الهجرة والتقليص من التجارة، وفي بعض الأحيان قطع أوصال الإنترنت عن بعض الشعوب. ومن هنا علينا كمؤسسة إحياء الآمال ضد هذه المخاوف".
وفي أعقاب إنتهاء المؤتمر، كتب زوكربيرغ عبر حسابه الخاص على "فيسبوك" أنّ خطابه كان مهمًا جدًا بالنسبة له واستغرق وقتًا طويلاً في كتابته، لافتًا إلى أنّ معظم المطوّرين الذين حضروا المؤتمر احتاجوا تأشيرات سفر للمجيء، فيما يتم العمل على تجاوز الحدود في سياسة "فيسبوك" الجديدة.
واختصرت صحيفة "USA Today" ما تكلّم عنه زوكربيرغ في 3 ركائز هي:
-الذكاء الإصطناعي: الذي يساعد "فيسبوك" على الدقة وفهم الصور والفيديوهات ومنشورات الناس.
-التواصل: الهدف هو جعل فيسبوك والإنترنت متاحَيْن في كلّ مكان ولكلّ الأشخاص.
-الواقع الإفتراضي: حيث يحاول "فيسبوك" جمع أكبر قدر من الأصدقاء من قارات متباعدة ويقيمون جلسات إفتراضية عبر الموقع.
(USA Today - لبنان 24)