كارلا أبي شهلا - خاص "لبنان 24"
من رحم الصخر "سينبع" أحد أروع منازل العالم.. في حرج الطبيعة سيستقرّ. على تلّة مشرفة وعلى واحدة من أعلى قمم لبنان سيُطلّ، فيرتاح داخل الجبل، ويستلقي خفيًا، إلّا بحوض سباحة يفضح سرّه ويشكف مكانه. هذا هو منزل الخيال، أو المنزل الحلم! وعلى رغم أنه وُصف بـ"بيت جايمس بوند"، الحديث ليس عن فيلمِ خيالٍ علمي (science fiction)، ولا عن حلم يراود مراهقًا أفرط بمشاهدة أفلام الخيال، بل هو حقيقة ستُعيد لبنان ليتربّع على عرش الهندسة المعمارية في العالم.
أوّل منزل في العالم من نوعه "Casa Brutale" (المنزل الجامح).. الذي سيكلّف ملايين الدولارات، صُمّم للأشخاص الذين يرغبون بالعيش على شفير الهاوية، بكلّ ما للكلمة من معنى. سيُبنى على ارتفاع 1600 متر عن البحر في فقرا - كسروان، وعلى بعد 200 متر من قرية"Red Rock"، وهو لشركة "Demco. أمّا المالك المستقبلي له، فهو الرئيس التنفيذي لشركة "ديمكو" اليكس ديميرجيان، الذي يؤكد بحماس أن المشروع نابع من داخله.
المنزل النموذجي الذي يمزج بين الهندسة المعمارية والمدنية، سيكون الوحيد في العالم حتى الساعة، إذ أنه لم يُبنَ مثله من قبل، والعمل على بنائه سيكون جدّ صعب بسبب وقوعه داخل جبل.. هذا المنزل يشكلّ تحديًا كبيرًا لمن سيعمل على إنشائه. فلا سقف للمنزل الذي يقبع وسط "جرف"، سوى حوض سباحة شفّاف بعرض 8 أمتار من دون عواميد، يعكس النور إلى الداخل بتموّجات أم بدونها، بحسب طريقة ملء الحوض. للمنزل طابقان، الاول يدخله النور الطبيعي إمّا من السقف (أي من المسبح)، أو من النافذة الضخمة عند الواجهة التي تطلّ إلى الخارج. أمّا الطابق السفلي فيدخله النّور بطريقة مختلفة، عبر قساطل تعكس النور الطبيعي إلى الداخل.
أمّا التبريد والتدفئة، فتكون عبر الارض (Floor heating) والحيطان، مع الاشارة إلى تركيب أنظمة تذييب الثلوج عن سطح المسبح، في فصل الشتاء، حيث تتساقط الثلوج. واللافت أيضًا خلوّه من أي قابس كهربائي (Plug) مرئي، فكلّ شيء مخفيّ داخل الارض والحيطان.
تحدّي ألكسندر ديمرجيان الجديد.. "نحنا والقمر جيران"
تسجيل عملية البناء
المنزل المذهل بتصميمه وشكله، وقبل أن يتمّ بناؤه، أصبح محطّ أنظار العالم، إذ تلقت شركة العمار عروضًا عديدة من محطات تلفزيونية عالمية لإعداد تقارير عن المنزل، كما أن إحدى القنوات العلمية المعروفة، وقعت عقدًا مع "صاحب القصر" لتضع كاميرات ثابتة حول المنزل خلال عملية البناء التي قد تتراوح بين سنة وسنتين، بحسب التقديرات الأولية، كي تصوّر العملية الفريدة من نوعها بسبب صعوبة إنجاز التصميم الراسخ داخل الجبل.
من هو أليكس ديميرجيان؟
أساس الفكرة هو اليكس ديميرجيان الذي يتحدّث عن مشروعه بشغف، فيعتبر في حديث لـ"لبنان 24"، أن هذا البيت يعبّر عن ذاته، فهو نابع من قلبه، مشيرًا إلى أن "الفكرة جديدة، ولا شبيه لها في العالم كلّه، وسينفرد لبنان بها".
صاحب المنزل الذي سيُبنى بإشراف حوالى عشرة مهندسين، قرّر بناءه في لبنان، فيتحدث حيث وُلد وحيث عاش وحيث سيبقى، وفق تعبيره. ويقول: "آن الاوان لنعطي وطننا لبنان كلّ ما نستطيع، بدل أن ننتظر ما يقدّمه هو لنا"، مؤكدًا أنه سيرفع من شأن لبنان، وسيحمله إلى القمة من خلال هذا المشروع الاستثنائي".
ديميرجيان الخلّاق في مشاريعه، يعتمد على إبداع الشباب، ويتبع إحساسه في العمل، لا يعمل مع أي شخص، إلّا إذا كان شغوفاً مهما كانت خبرته.. من هنا، لفته حماس المهندسين اليونانيين لايرتيس- انطونيوس أندو فاسيليو Laertis-Antonios Ando Vassiliou وبانتيليس كامبوروبولوس Pantelis Kampouropoulos، فحوّل حلمهما إلى مشروعه الواقعي.
المهندسان اليونانيان
"إنّه حلمٌ.. إنّها قصة خيالية"! هكذا يصف المهندسان اليونانيان المشروع، الذي كان مجرّد قطعة من الوهم ورسم في الخيال. الشابان كانا يملكان حلمًا، وكانا بحاجة لمن ينفذه، فوجدا الشخص المناسب لذلك. وبعد تشارك أفكارهما مع ديميرجيان، تحمّسا لما يجري، وبغضون أسبوعين كانا قد وصلا إلى بيروت للبدء بالعمل على المشروع رسميًا، بحسب ما أبلغا "لبنان 24". ويؤكدان أن "ديميرجيان وثق بهما وبأفكارهما، وهذا ما سيؤدي إلى نجاح المشروع".