تتصدّر القهوة لائحة المشروبات الأكثر إستهلاكاً عالمياً، ومعظم الأشخاص لا يستطيعون بدء نهارهم من دون الحصول على فنجان واحد منها على الأقلّ. هل تُعدّ هذه العادة اليومية جزءاً من النظام الغذائي الصحّي أو يجب التراجع عنها؟أظهرت الأبحاث العلمية أنّ شرب القهوة بإنتظام يملك إيجابيّات عديدة، لكن في المقابل إنّ هذا الأمر لا يخلو من السلبيّات التي لا يمكن غضّ النظر عنها نسبةً إلى جدّيتها:
خفض خطر بعض الأمراض
توصّل العلماء خلال أبحاثهم إلى أنّ القهوة قد تخفّض خطر الإصابة بأنواع عديدة من المشكلات الصحّية، بما فيها السكري من النوع الثاني، وأمراض القلب، والباركنسون، والألزهايمر، وتليّف الكبد، وبعض أنواع السرطان خصوصاً في المصران.
زيادة القدرة على التحمّل
لفتت الدراسات إلى وجود علاقة بين شرب القهوة والقدرة على التحمّل عندما يتعلّق الأمر بممارسة الرياضة لفترات طويلة. ما يعني أنه قد يكون من الجيّد الإستعانة بالقهوة قبل المشاركة بسباق الماراثون على سبيل المثال.
دعم وظائف الدماغ
عندما تشربون القهوة فإنكم قد تقدّمون معروفاً لدماغكم من دون علمكم. تساهم الكافيين في تعزيز الدماغ، وإستناداً إلى دراسة من جامعة جونز هوبكنز، تبيّن أنّ هذه المادة ساعدت المشاركين على الإحتفاظ ببعض الذكريات لمدّة دامت 24 ساعة. وفي بحث آخر من جامعة كاليفورنيا في سان دييغو، تبيّن أنّ وظيفة الإدراك لدى بعض النساء المسنّات تحسّنت بعد إستهلاك القهوة بإنتظام.
رفع الكالوري، والسكر، والدهون
هل تضعون كمية كبيرة من الحليب، والكريما، والسكر، أو أيّ مُنكّهات أخرى أثناء تحضير القهوة؟ تؤدي هذه المكوّنات إلى التأثير سلباً في المنافع الغذائية، ما يعني أنكم بذلك تحصلون على مزيد الأمور السيّئة كسعرات حرارية، وسكريات، ودهون إضافيّة في مقابل القليل من المركّبات الجيّدة كمُضادات الأكسدة. وكنتيجةٍ لذلك، يزداد لديكم إحتمال إكتساب الكيلوغرامات والإصابة بمشكلات صحّية كان يمكن الوقاية منها في المقام الأول.
التأثير في الولادة
توصّلت الدراسات إلى أنّ الإفراط في إستهلاك الكافيين، مثل شرب القهوة، قد ينتج عنه مخاطر الحمل كالإجهاض. يجب على كلّ حامل ألّا تخاطر، وتأخذ الحذر اللازم من كلّ مصادر الكافيين، وتؤمّن الطاقة اللازمة لجسمها من خلال الرياضة الملائمة لوضعها والمأكولات الغنيّة بالعناصر الغذائية الضرورية لها ولجنينها.
إلحاق الضرر بمعدل الضغط
يمكن لشرب القهوة أن يرفع معدل ضغط الدم. وعلى رغم أنّ الأبحاث غير حاسمة بعد، هناك دلائل تقترح أنّ مرضى الضغط المرتفع يجب أن يخفّضوا كمية القهوة المُستهلكة أو حتى تجنّبها نهائياً. الأفضل إذاً إستشارة الطبيب أو خبراء التغذية للكشف عن حالكم الصحّية ووضع الخطّة الملائمة لكم.
تعزيز مشكلات الهضم
تفرز المكوّنات الموجودة في القهوة كمية كبيرة من الأحماض في الجسم، خصوصاً في المعدة، ما يسبب مشكلات في عملية الهضم، وتشنّجات في المعدة، وإرتجاع المريء.
عرقلة إمتصاص بعض المغذّيات
يجب على الأشخاص الذين يشكون من فقر الدم، أو ترقق العظام، أو يزداد لديهم خطر الإصابة بهاتين الحالتين أن يحذروا من القهوة، بعدما تبيّن أنها تقلّل من إمتصاص بعض المعادن خصوصاً الحديد والكالسيوم.
إذاً صحيحٌ أنّ بعض النتائج المذكورة أعلاه بحاجة إلى مزيد من الأبحاث لمعرفة حقيقتها، لكن لا يمكن نكران أنّ القهوة لها إيجابياتها وسلبياتها تماماً مثل أيّ مادة غذائية أخرى، وبالتالي فإنّ شربها بكميات معتدلة يندرج ضمن النظام الغذائي الصحّي.
يُذكر أنّ شرب نحو 3 أكواب يومياً يُعتبر كافياً في الحالات الطبيعية. أمّا عند معاناة مشكلة صحّية معيّنة أو دخول مرحلة دقيقة كالحمل، يجب الحذر من الكمية والأفضل إستشارة الطبيب أو خبيرة التغذية لتحديد الجرعة الآمنة.
(سينتيا عواد _ الجمهورية)