جيسيكا حبشي
يعود شربل ر. في عطلة نهاية كلّ أسبوعٍ الى بلدته بشرّي ليجد ضيوفاً في بيته، لم يأتوا لزيارة أيّ فردٍ من العائلة، وإنّما قصدوا المنزل بعينه، حاملين أمتعتهم، ليبيتوا فيه لايّامٍ ويأكلوا ما طاب لهم ممّا تحضّره والدة شربل ويلعبوا الورق والطّاولة مع والده، ويناموا في أسرّة العائلة...
قد يصفُ البعضُ هذا الامر بالوقاحة، إنّما الواقع مختلفٌ تماماً، فشربل أنشأ حساباً على إحدى مواقع السياحة الاوروبيّة، وجعل من منزله القديم في بشرّي بيت زوّارٍ يستقبل فيه السُيّاح الاجانب مقابل مبلغٍ من المال.
تنتشرُ في الآونة الاخيرة في لبنان المواقع المعنيّة بتسهيل السياحة الريفيّة عبر عرض غرفٍ وبيوتٍ للايجار في بلدات جبليّة تفتقر الى الفنادق الكبيرة والفخمة، ما يُعزّر فرص جذب السُيّاح الى هذه المناطق، توازياً مع إفادة الزّائر القاصد للطّبيعة والسّكون والحياة البسيطة، والمُضيف الذي يعمل ويجني الربح الماديّ من دون أن يخرج من منزله.
يقدّم موقع Diyafa.org كغيره من المواقع المماثلة، خدمة التّواصل مع بيوت الضّيافة في لبنان للبنانيّين والاجانب من خلال اختيار الوجهات المنشودة والاسعار المطلوبة التي تكون مقبولة مقارنة مع أسعار الفنادق المرتفعة.
والجدير ذكره أنّ السيّاح باتوا يميلون الى اختيار بيوت ضيافة بسيطة بدلاً من الفنادق، ليس لتوفير المال وحسب، وإنّما للتعرّف عن كثب على الحضارة والثّقافة والتقاليد اللّبنانيّة، والتواصل بشكلٍ مباشر وحقيقيّ مع المواطن اللّبناني، الذي يُعرف بحسن ضيافته وبصدره الرّحب، والذي يستقبل ضيوفه بمحبّة ويعاملهم معاملة الملوك.
وفي هذا السيّاق، أكدّ مصدر في وزارة السياحة لموقعنا أنّه، منذ العام 2014، ازدهر هذا القطاع، بعد وضع وزير السياحة ميشال فرعون مخطّطاً للسياحة الريفيّة، فارتفعت نسبة الاشغال في بيوت الضيافة بصورة لافتة، وأصبحت حتى نهاية أيلول الجاري 90 في المئة.
وكشف المصدر أنّ أسعار إيجار اللّيلة الواحدة ارتفعت أيضاً من 30 و35 دولار في الـ2014 الى 75 و95 دولار في الـ2016، ما يعكس الطّلب على هذا النوع من الخدمات، والرّبح الذي يُحقّقه أصحاب هذه البيوت.
من الشّمال الى الجنوب، مروراً بالبقاع وجبل لبنان، وجهات جديدة غير اعتياديّة باتت متاحة أمام الجميع، لزيارتها بهدف السياحة أو حتى طلباً للنّقاهة والاستجمام.
ولكلّ مواطنٍ لبناني يعيش في القرى البعيدة وفي الاطراف، نُشجّعه على اكتناف رواج بيوت الضيّافة، والعمل على تقديم طلبٍ في وزارة السياحة، (في الصورة أعلاه)، وتسجيل منزله على أحد المواقع المتخصّصة، ليبقى صامداً في قريته، ويجعل منها، على بساطتها، مقصداً سياحيّاً.