لازالت الخطوبة قبل الزواج رائجة، فهي فترة تعارف بين الثنائي تسبق الارتباط الرسمي. لكلّ منطقة وبلد عاداته وتقاليده لإقامة الخطوبة، وكلّ مجموعة تعتقد أنّ ما توارثته عبر الأجيال عن طريقة إحيائها هو الصحيح. تتحدّث المستشارة في الإتيكيت والبروتوكول سلام سعد لـ"الجمهورية" عن إتيكيت تعارف أهل الثنائي على بعضهم البعض، وعن طلب يد العروس وحفل الخطوبة، فتحدّد القواعد الأساسية التي يجب اتّباعها في هذا الإطار خصوصاً أنّ الواجبات الرسمية غالباً ما توقع الناس في حيرةٍ من أمرهم فلا يدركون ماذا وكيف يتصرّفون خلالها. هذا، وحالياً غالباً ما يتمّ التعارف بين العائلتين أولاً، ويأتي بعده «الحكي بالبنت»، وبعده حفلة الخطوبة.
عندما تذهب إلى بيتها
تنصح المستشارة في الإتيكيت الشاب الذي يقصد منزل حبيبته ليتعرّف للمرة الأولى الى أهلها، بأن يصطحب معه شخصاً راشداً له موقعه في العائلة، كما يمكن أن يزور بيت الفتاة برفقة أهله. وتفضِّل أن لا يأتي برفقة أحد أصدقائه الشبان، فيبدو مستهزِئاً.
وعلى الشاب الالتزام بالموعد المحدّد له، وجلب هدية إلى بيت الفتاة، ويفضل أن تكون باقة ورود. يجب أن يكون أنيقاً، وكذلك مَن يرافقه، بلباس رسميٍّ بالكامل أو نصف رسمي، أي قميص ذي أكمام طويلة أو بدلة ويفضّل أن لا يضع ربطة عنق.
تعارف الأهل
يحضّر أهل الصبيّة بيتهم لاستقبال الشاب وأهله خلال زيارتهم الأولى. يرتدون لباساً مرتّباً رسميّاً ومحتشماً ولكن غير مبالغ فيه، فلا يكون لباساً للسهرات مثلاً... إلى ذلك يجهّز أهل الفتاة الضيافة وتكون محصورة بالحلويات، أو قالب حلوى مع العصير، يقدّمون بعدها القهوة، والشوكولا أو الملبّس... في خلال تعارف الشاب على أهل الفتاة أو تعارف الأهل على بعضهم للمرة الأولى لا تقدّم المازات اللبنانية والمأكولات، بل الحلويات والقهوة بعدها فقط.
وتنصح خبيرة الإتيكيت بعدم التحدث بما يثير السجالات والنقاشات خلال الزيارة الأولى، فلا يتكلّم الحضور عن موضوعات خاصة تثير أيّ حساسيات كالسياسية مثلاً، بل بالعموميات. كما لا يجب أن يسأل أهل الفتاة خلال الزيارة التعارفية الأولى أسئلة خاصة وجدّية جداً لها علاقة بالمال وبمدخول الشاب وطبيعة عمله. علماً أنّ باستطاعتهم كسر الجليد والتطرّق إلى مثل هذه الموضوعات خلال زياراتٍ لاحقة.
زيارة طلب يدها
لطلب اليد يُفضّل أن يأتي أكثر من شخص مع الشاب إلى بيت الفتاة. يوجّه كبير العائلة الكلام إلى والدها، فيطرح الموضوع ويتمّ التفاهم. وفي حين يجلب أهل الشاب الأزهار معهم إلى بيت العروس خلال زيارة التعارف الأولى، فإنهم يأتون بالحلويات والأزهار في زيارة طلب اليد، كالشوكولا أو البقلاوة، مثلاً.
لا يعبّر أهل الشاب عن رغبتهم بطلب يد الفتاة فور وصولهم إلى منزلها، بل يتحدّثون مع أهلها بـ»العموميات»، ويُترك الحديث الجدّي الى ما بعد تناولهم العصير.
وقد يبادر والد العريس لطلب يد الفتاة بينما درجت العادة في بعض المناطق أن يتولّى كبير العائلة المهمّة عنه. ويحصل ذلك على الشكل التالي: «هالشاب والصبية متعرفين على بعض وحابين بعض ومقرّرين يستمرّوا بحياتن سوا وحابين يكون هالشي بشكل رسمي...». ويُذكر أنّ والد الفتاة هو مَن يجيب علماً أنّ في بعض المناطق يقوم كبير عائلتها بالإجابة.
عادات اختفت
درجت العادة في السابق أن تحضّر الفتاة القهوة وتقدّمها للموجودين بهدف طلب يدها، كدليل على أنها تتقن الضيافة. ولكن باتت هذه العادات قديمة وغير موجبة. وتقدّم مدبّرة المنزل الضيافة أو تتمّ الإستعانة بنادل إذا تخطّى عدد الموجودين في زيارة طلب اليد أو الخطوبة الستة أشخاص. ومن العادات القديمة أيضاً أن يجلس الرجال والنساء كلّ على حدة، إذ تحوّلت اليوم الجلسة إلى عائلية.
حفل الخطوبة
تحضّر العائلتان مسبقاً لحفل الخطوبة، فتختاران الموعد والمدعوّين. تتمّ دعوة المدعوّين قبل أسبوعين إلى أسبوع من الحفل. وتكون الدعوة شفهيّة خصوصاً أنّ الخطوبة تشكّل اجتماعاً مصغّراً للعائلة، كما ليس رائجاً في لبنان إرسال بطاقة دعوة إلى حفل خطوبة.
وغالباً ما تشكّل المناسبة جمعة صغيرة تضمّ العائلتين وبعض الأصدقاء والمقرّبين من العروسين. تشير سلام سعد إلى قواعد أساسية في الإتيكيت للخطبة والعرس، ومنها أنّ كلّ مَن حضر حفل الخطوبة يجب أن يحضر الزفاف. أما الضيافة فحلويات وعصائر.
ولائحة المأكولات ليلة الخطوبة تكون دائماً حسب ضخامة الحفل والوقت الذي سيستغرقه. فلساعتين أو اكثر يمكن إقامة عشاء أو كوكتيل، أما إذا كانت مدتها ما دون الساعتين فتقدّم الحلويات والبقلاوة والشوكولا...
ولا تزال حفلات الخطوبة في لبنان عائلية، إلّا في حال اختار الخطيبان إقامة سهرة خاصة مع الأصدقاء خارج المنزل.
لباس المخطوبة
يُفضل أن ترتدي الصبية في خطبتها ألواناً زاهية. ليس ضرورياً أن ترتدي الأبيض ولكنّها قطعاً لن تختار الألوان الداكنة، ولا الفوسفورية الفاقعة وإن تكن صغيرة في السنّ. بالنسبة لطول الفستان يمكن أن يصل حتّى الركبة أو يكون طويلاً. ولا تنصح المستشارة في الإتيكيت بالفستان الطويل لخطوبة عادية في البيت، بل لخطوبة ضخمة جداً.
الهدايا
تلفت سعد إلى أنّ مَن يحضر الخطوبة يجب أن يقدّم هديّة، فلا تُقدّم الهدايا فقط بمناسبة العرس، والهدية للفتاة أو للشاب أو للإثنين معاً. يمكن أن تكون الهدية رمزية صغيرة وغير باهظة الثمن، مثلاً ذهب للعروس كناية عن خاتم بسيط، ألبوم صور، إطار للصورة، باقة ورود... ويمكن أن يرسل المدعوون باقات الورود قبل وصولهم إلى منزل العروس.
إلى ذلك تجدر الإشارة إلى أنّ هدية الخطوبة لا تكون شخصية كالملابس الداخلية للعروس، أو العطور وجل بعد الحلاقة للعريس. وتنصح سعد بانتقاء هدية تدوم مدى العمر. وفي المقابل يمكن أنّ تقدّم العروس تذكاراً رمزياً للحاضرين.
ماذا يجلب الخطيب؟
الشاب يأتي بخاتم الخطوبة وباقة من الأزهار أو الورود، وأهله الشوكولا أو الحلويات. كما يمكن أن يهدي حبيبته الذهب أو الألماس. ولكن تلفت سعد إلى أنه «يكفي أن يُلبسها المحبس وحده في انتظار يوم الزفاف، وما هو أكثر من ذلك يُعتبر خياراً وليس إلزامياً في البروتوكول»، وأحياناً وفق إمكانيات العريس أو المتفق عليه بين الطرفين.
حسب القاعدة تتم الخطوبة بالمحبس ويتمّ شراء قطع الألماس والذهب الأخرى للإكليل أو بعد الزواج، وما يقدّمه لها قبل ذلك هدايا منه.
وتلفت المستشارة في الإتيكيت والبروتوكول سلام سعد إلى أنّ "حفل الخطوبة يشكّل بروتوكولاً مسرحيّاً، فغالباً ما يكون العروسان اتفقا على كلّ تفاصيل ارتباطهما قبل إقامة هذا البروتوكول".
وتشير إلى أنّ الخطوبة في مجتمعاتنا تدوم لسنواتٍ أحياناً، بينما لا تكون طويلة الأمد في الدول الأوروبية، إذ تشكّل ارتباطاً تمهيدياً لتحديد الزواج. وتوضح: "لا يجب أن تكون الخطوبة طويلة بحسب البروتوكول العالمي، فحدّها الأقصى سنتين والحدّ الطبيعي سنة".
(سابين الحاج - الجمهورية)