وضيب الخضر في مركز الصفدي للتنمية الزراعية. (ميشال حلاق)
عكار – "النهار"
8 آب 2013
يجهد المزارعون العكاريون لتصريف انتاجهم من مواسم الفاكهة الصيفية التي كانوا يعوّلون على مردودها المالي لتوفير حاجاتهم في ظل اوضاع اقتصادية صعبة. وتتميز عكار بجودة انتاجها من الفاكهة ولا سيما العنب والتين والمشمش والدراق على انواعه الى جانب التفاح والاجاص والخوخ. الا ان الاوضاع الاقليمية المحيطة الى جانب الاهتزازات الامنية المتنقلة في العديد من المناطق، قلصت من امكانات المزارعين تصريف هذا الانتاج الجيد والوفير وفق السعر المقبول.
ويلجأ المزارعون الى اعتماد اساليب متعددة، علهم يوفقون في بيع مواسمهم باسعار تعيد لهم جزءاً مما صرفوه على اراضيهم واشجارهم المثمرة. كذلك يعولون على بعض المؤسسات التي باشرت تأسيس مراكز توضيب للخضر والفاكهة في منطقة عكار ومنها "مؤسسة الصفدي" التي وبتمويل من وزارة الزراعة الأميركية USDA، انشأت مركزاً لتوضيب الخضر والفاكهة بقدرة إنتاج نحو 2,5 طنّين في الساعة، اذ تم تجهيز المركز بآلات اوتوماتيكية تعمل على فرز الخضر والفاكهة حسب الحجم والوزن، اضافة الى براد لحفظ المنتجات يتسع لأكثر من 100 طن.
واشار مدير قطاع التنمية الزراعية في المؤسسة غسان سرور الى ان المركز انشىء لمساعدة المزارعين في الشمال وعكار تحديداً بغية توضيب منتجاتهم عبر خط متكامل من الغسل، التشميع، الى الفرز، وصولاً الى التعليب والتوسيم مما يساعد في إبقاء المنتج بجودة عالية لمدة اطول ويعطيها تالياً قيمة مضافة لتصبح متطابقة والمعايير المطلوبة في الأسواق الخارجية".
ولفت الى ان المركز يتميز بموقعه الجغرافي في وسط سهل عكار وقربه من الزراعات الموجودة على المرتفعات (التفاح، الإجاص، وغيرهما من الفاكهة)، مما يساعد المزارعين في توفير كلفة نقل المنتجات والمحافظة على جودتها في مرحلة ما بعد القطاف.
وعن سير العمل في المركز، اشار الدكتور الياس وهبه بصفته المشرف على أعمال وحدة التوضيب الى انه في شباط 2012، "انضم مركز التوضيب الى برنامج تنمية الصادرات الزراعية AGRI Plus التابع للمؤسسة العامة لتشجيع الإستثمارات "ايدال"، اذ يمنح البرنامج حوافز مالية داعمة للمزارعين والمصدرين".
وقال "شهدت منطقة عكار عدم استقرار امني خلال العام الماضي وذلك يعود الى الأوضاع السياسية والأمنية للدول المجاورة، مما اثّر سلباً على المزارعين المصدرين، إذ ان المعابر التي تصل عكار بسوريا تعتبر من اهم ابواب التصدير للمزارعين العكاريين، وادى الى ارتفاع كلفة نقل المنتجات الى البلدان العربية، واضعف تالياً قدرة منافسة المنتج اللبناني في الأسواق الخارجية".
ورأى انه "رغم الحوادث الاقليمية، شهد المركز زيادة في كمية المنتجات الموضبة 1078,5 طناً في 2011 الى 3814,7 طناً في 2012 حتى وصلت الى 2719,6 طناخلال الاشهر الستة الأولى2013".
من جهته، اكد مدير "مركز الصفدي" للتنمية الزراعية في دير دلوم، عكار أنور درنيقة اهمية التواصل الدائم مع المزارعين، ليس في نطاق عمل المركز وحسب، انما في مختلف المناطق الشمالية. وقال "تحتل الحمضيات المركز الأول من انواع الفاكهة الموضبة، اذ شكلت نسبتها 91% في 2011 و83 % خلال 2012 و81,6% في 2013. اما البقية فتتضمن انواعاً من الخضر والفاكهة، كالتفاحيات، والبطاطا، والبصل، والخس، وغيرها".
وعن وجهة تصدير المنتجات الموضبة، اوضح ان السعودية احتلت المرتبة الأولى بنسبة 52% من حيث وجهة تصدير البضائع خلال 2012، تليها سوريا 32,4%، ثم العراق 7%. اما البقية فتتوزع على الكويت، قطر، الأردن والبحرين.
وخلص الى انه خلال الاشهر الستة الأولى من 2013، وفي ظل تفاقم الأحوال الأمنية غير المستقرة في سوريا، تحول التصدير الى العراق 75% وذلك مع تسهيل النقل البحري للبضائع عبر مرفأ طرابلس، تليها السعودية 19%، ثم الأردن 4%، واخيراً البحرين 2%.