يولد الاستلقاء في مغطس الحمام شعوراً بالراحة، الطمأنينة، الهدوء والسكينة. فما سر هذه الفاعلية لمغطس الحمام، ربما أكثر من أي شيء آخر، في جلب الارتخاء النفسي والاسترخاء الجسدي؟
يكمن الجواب في أرخميدس. ماذا؟ نعم، أرخميدس، عالم الرياضيات الإغريقي القديم المولود في "سرقوسة"، في جزيرة صقلية الإيطالية في القرن الثالث قبل الميلاد.
طبعاً، لا نعني شخص المحروس أرخميدس نفسه، إنما قاعدته الفيزيائية الشهيرة، التي اكتشفها قبل أكثر من 22 قرناً. تنصّ هذه على أن "أي جسم مغمور في سائل يفقد من وزنه بقدر وزن ما يزيحه من حجم السائل".
وجراء تلك الإزاحة، نشعر بأننا أخفّ في بركة المسبح وفي النهر والبحر والبحيرة.
وكذلك هي الحال في مغطس الحمام، سوى أننا لا ننغمر فيه تماماً، إلا إذا كان مغطس "باشوات" بأبعاد معتبرة.
هكذا، مثلاً، فالشخص الذي يزن 80 كيلوغراماً، لا يزن في الماء سوى 25 كيلوغراماً، مهما كان مركزه وموقعه الاجتماعي ومستواه، لأن قاعدة أرخميدس لا تأبه بالفوارق الاجتماعية، ولا تقبل "الواسطاتط.
تلك الخفة المزيفة هي التي تولد الشعور بالارتياح، إذ ينخفض انشداد العضلات وتوتر الأعصاب. ولو جربنا الاستلقاء على السرير نصف ساعة، وفي بانيو الحمام نصف ساعة أيضاً، لوجدنا أن الأخير يضفي شعوراً بالاسترخاء أكبر بكثير من التمدد على الفراش، الذي يحافظ على الـ80 كيلوغراماً كلها من دون نقصان، إنما لحسن الحظ… من دون زيادة أيضاً.
(انا زهرة)