يتبنى المستهلكون في لبنان نمط حياة قائم على الاتصال، على غرار نظرائهم العالميين، وتُحدد معالم هذا التوجه بالتوجهات الثقافية والاجتماعية من جهة، والمنتجات التي يستهلكونها والخدمات التي يستخدمونها عبر الإنترنت من جهة أخرى.
وأظهرت دراسة أجرتها وحدة مختبرات المستهلك في شركة "إريكسون"، حملت عنوان "الحياة القائمة على الاتصال في لبنان"، أن "المستهلكين اللبنانيين يتميزون بالنشاط الفاعل عندما يتعلق الأمر بالمشاركة والتفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي، كما تعتبر شبكة الإنترنت وتطبيقات الهواتف الذكية العناصر الأساس التي تشكل معالم سلوكياتهم الاستهلاكية، في حين أن ملكية شبكة البرودباند (النطاق العريض) النقال هي أيضاً أعلى من المتوسط العالمي".
وتطرقت الدراسة إلى مجموعتين من المستهلكين، الأولى مواطنو الشبكة، وهم المستخدمون الأوائل، والثانية مستخدمو الشبكات، وهم التابعون الأوائل. ويعتمد المستخدمون الأوائل على 7 خدمات رقمية على الأقل، وذلك باستخدام الإنترنت لمدة ساعة واحدة يومياً، بينما يمتلك التابعون الأوائل في المتوسط جهازاً واحداً ويستخدمون 3 خدمات رقمية يومياً.
ولفتت إلى أن "الإقبال المحدود على شبكة البرودباند الثابت والتدفق ستريمينغ على الأجهزة النقالة، أدى إلى انخفاض مستويات المستخدمين الأوائل 14% عن المستويات العالمية، في مقابل ارتفاع عدد التابعين 12%، ومع ذلك، فإن الموقف الإيجابي لدى التابعين الأوائل في لبنان سيمكّنهم من عبور الهوة والانضمام إلى التيار الرئيس في شبكة الإنترنت وخدمة تطبيقات الهواتف الذكية".
ولفتت إلى أن "54% من المستهلكين اللبنانيين يعتمدون على شبكة البرودباند النقال للوصول إلى الانترنت، مقارنة بـ 25% فقط عالمياً، و12% يعتمدون على شبكة البرودباند الثابت، مقارنة بـ 18% عالمياً".
وأشارت إلى أن "لدى المستهلكين نظرة إيجابية تجاه التكنولوجيا، إذ إن 68% من اللبنانيين يملكون جهازين على الأقل أو أكثر، ولكن على رغم تقدّمهم على المتوسط العالمي في مجال الملكية والتواصل عبر اتصالات البرودباند المتنقلة، إلا أن المفاجأة تكمن في أن 76% من المستهلكين يستخدمون أقل من 1 غيغابايت من البيانات المتنقلة شهرياً، ما يفسّر تركيزهم على النشاطات الأقل اعتماداً على بيانات، مثل الشبكات الاجتماعية والتصفّح".
وأكدت الدراسة أن "المستهلكين اللبنانيين نشطون في مجال المشاركة واستخدام مواقع التواصل الاجتماعي، وعندما يتعلق الأمر بالمشاركة في اثنين أو أكثر من مجتمعات الرسائل الفورية، فهي تأتي قبل نظيراتها العالمية بنسبة 8%، فيما 42% منهم مشاركون في اثنين على الأقل من مجتمعات الشبكات الاجتماعية مقارنة بـ 46% على الصعيد العالمي".
يُذكر أن الدراسة استندت إلى بيانات جُمعت من 1510 مقابلات مباشرة مع مستهلكين لبنانيين تراوح أعمارهم بين 19 و69 سنة، ما يمثل قاعدة المستهلكين البالغة 2.7 مليون شخص.
وجُمعت بيانات أيضاً من مقابلات مع 45290 شخصاً في شكل مباشر أو عبر الإنترنت، إضافة إلى مقابلات مع مستهلكين من الفئة العمرية ذاتها، تمثل 1.2 مليار شخص في 24 دولة.