كثيرون يشكون من تورّم شديد في أسفل الساقين قد يرتبط بأسباب عديدة وأحياناً خطرة لا تقتصر فقط على الإفراط في الملح كما هو شائع. ما هي، وكيف يمكن وضع حدّ لها؟ أحياناً لا يوجد شيء أفضل من تناول أطعمة مالحة، غير أنّ الإنغماس في الأطباق المشبّعة بالصوديوم يمكن أن يؤثّر سلبياً في الوزن والمظهر الخارجي. في الواقع، يؤدي استهلاك الملح إلى توجيه السوائل خارج الشرايين، والأوردة، والشُعيرات الدموية، وإرسالها إلى الأنسجة وبالتالي حدوث ما يُعرف باحتباس السوائل.
نتيجةً لهذا الأمر، يلاحظ الإنسان تورّماً في يديه، وأصابعه، ووجهه، ومعدته. لكن في النهاية، إنه أسفل الساقين الذي يتحمّل العبء الأكبر من وزن المياه. الجاذبية تسحب احتباس السوائل نحو الأسفل، لتتجمّع في أسفل الساقين، والقدمين، والكاحلين.
إذا لاحظتم أيّ تورّم في هذه المنطقة، قد تعتقدون أنّ المحفّز الأوّل هو الإفراط في استهلاك صلصة الصويا على سبيل المثال، أو أيّ طعام آخر مليء بالملح. لكن في الواقع هناك عادات أخرى خفيّة مسؤولة عن تعرّضكم لهذه المشكلة:
- الأكل بانتظام في المطاعم
كلما استهلكتم وجباتكم الغذائية في المطاعم بدلاً من تحضيرها في المنزل، زاد احتمال تورّم أسفل ساقيكم. تحتوي أطباق المطاعم نحو 2300 ملغ من الصوديوم في المتوسط. يُساوي ذلك الحدّ اليومي الذي توصي به إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA)، أي ملعقة صغيرة من ملح الطعام، لكلّ وجبة غذائية!
إنّ شرب كميات عالية من المياه، أو احتساء مُدرّات البول كالقهوة والشاي لن يُهدّئا وحدهما المشكلة. فالكلى بحاجة إلى مدّة تتراوح بين 24 إلى 48 ساعة لمعالجة الوجبة المالحة، وذلك يقتصر على جرعة الصوديوم المستهلكة.
- الإعتماد على الأطعمة المصنّعة
إستناداً إلى جمعية القلب الأميركية، يستهلك الأميركيون 3400 ملغ من الصوديوم يومياً في المتوسط، وأكثر من 75 في المئة من هذه المادة في الغذاء تأتي من الأطعمة المصنّعة. فإذا كنتم لا تُضيفون الملح إلى أطباقكم، فذلك لا يعني أنكم بأمان! يختبئ الصوديوم في الوجبات المصنّعة التي تستهلكونها يومياً، بما فيها تلك التي تعتبرونها صحّية كصلصة السَلطات، والشوربة المصنّعة.
لتفادي الإفراط في الملح، إحرصوا على تحضير الصلصة والحساء وغيرهما من الأطعمة في المنزل للسيطرة على كمية الملح المستهلكة. كذلك يمكن الإطّلاع على الأغلفة الغذائية المرفقة على المنتجات المعلّبة لرصد الأنواع التي تحتوي 650 ملغ من الملح أو أكثر، وحذفها من نظامكم الغذائي.
- الجلوس أو الوقوف طويلاً
كلّما قلّت الحركة وساد الخمول، زاد تراكم السوائل في الساقين. الموظفون الذين يتطلّب عملهم الجلوس وراء مكاتبهم يجب أن يخصّصوا الوقت للقيام ببعض تمارين التمدّد والمشي كل ساعة أو ساعتين لتعزيز تدفق الدم. كذلك من المهمّ الحصول على استراحات منتظمة عند القيادة لمسافات طويلة.
وإذا كانت طبيعة عملكم لا تسمح لكم بالجلوس، فهذا بدوره يؤدي إلى تراكم السوائل. يُنصح بارتداء الجوارب الضاغطة لمساعدة نظام الدورة الدموية على دفع الدم إلى أعلى الجسم.
كذلك يمكن محاربة انتفاخ الساقين من خلال رفع أصابع القدم قليلاً بشكل دوري، على سبيل المثال من خلال وضع خشبة تحت مكتب العمل.
- السفر
إلى جانب الجلوس على مقعد ضيّق وعدم القيام بأيّ حركة، يمكن لضغط الهواء داخل الطائرة أن يدفع مزيداً من السوائل من الشرايين والأوردة إلى الأنسجة. يُنصح بالمشي متى أمكن ذلك، بما أنه كلما زادت الحركة ضخّ القلب بشكل أسرع وأصبح من الصعب أكثر انكماش نظام الأوعية الدموية وعضلات الساق.
- معاناة حالة طبية
يمكن لتورّم الساق أن يكون عارضاً لمشكلة أكثر جدّية تُعرف بجلطة الأوردة العميقة. الجلوس المطوّل، والخضوع لعمليات جراحية حديثة، والتدخين، وبعض العقاقير كحبوب منع الحمل، يمكن أن تزيد احتمال التعرّض لتخثّر الدم.
كذلك توجد مشكلة صحّية أخرى قد تسبّب انتفاخ الساقين، هي تحديداً أمراض القلب. عندما تعجز آلية الضخّ التابعة للقلب عن العمل 100 في المئة، تؤدي إلى تجمّع السوائل في الساقين. بالنسبة إلى الأشخاص الذين يعانون مشكلات في الدورة الدموية، فإنّ الأوردة لا تكون مرنة بقدر ما ينبغي أن تكون، ما يعني أنها لا تضخّ الدم إلى القلب بسرعة كافية.
عند الشكّ في معاناة إحدى هذه الحالات الطبية، سارعوا إلى استشارة الطبيب لإجراء التشخيص وتقديم العلاج المناسب.
(سينتيا عواد - الجمهورية)