حقق الدكتور أسامة محمود الشربجي إبن طرابلس والمتخصص في معالجة وجراحة الأسنان والمقيم في هنغاريا -المجر، منذ أن أنهى دراسته الجامعية، إنجازا طبيا غير مسبوق، تمثل بإجراء عملية جراحية جريئة في فم إحدى النساء كانت قد تعرضت وهي في التاسعة من عمرها إلى عقصة من قرادة، الأمر الذي أصاب جهازها العصبي بتلف خطير، ويذكر أن القرادة هي حشرة تعيش بصورة خاصة في جلد بعض الحيوانات لا سيما لدى الكلاب والقطط.
وماريا هي المريضة التي أجرى لها الشربجي عملية، وعمرها اليوم حوالي 46 سنة أي أنها تحمل هذا المرض منذ 37 سنة، وقد إستفحل ضرره على مدى السنوات وإزدادت خطورته أخيراً لا سيما عندما أصيبت بآلام مبرحة في أحد فكيها مما إستدعى إجراء عملية جراحية مستعجلة لها.
واجبرت المريضة على إستخدام الكرسي المتحرك منذ إصابتها بهذا المرض المعروف بإسم LYME، وإضطرت برفقة والدتها إلى زيارة العديد من العيادات الطبية في محاولة لتلقي العلاج وهي تعاني من رجفة وإرتعاش شديدين، بالاضافة لعدم إستطاعتها السيطرة على إتزانها، فكادت أن تيأس من وضعها المتردي خصوصا بعد أن قال لها أحد الأطباء وهو يبدي أسفه “عليك ان تتقبلي وضعك ولا يمكننا أن نفعل شيئا”.
ووسط هذه الدوامة وإشتداد الآلام قادتها الظروف بمساعدة والدتها إلى زيارة “مركز معالجة الأمراض النادرة والتشويهات”، حيث شخص المسؤولون فيه حالتها النادرة وأحالوها إلى عيادة الشربجي في العاصمة بودابست، حيث أجرى لها أول عملية من نوعها في مركز DENTHA.
وقال الشربجي عن هذه العملية: “لم تمر علي عملية معقدة كتلك التي أجريتها للمريضة ماريا التي أصيب جهازها العصبي بمرض LYME ولم يكن بإستطاعتي التحكم بوضعها، في حين أنه سبق لي وعالجت مرضى عديدين بالباركنسون ولكن كان بإمكاني التحكم بحركتهم، غير أنه كان من المستحيل أن ألجأ إلى التخدير الموضعي أو العام بسبب الإصابة في جهازها العصبي، الأمر الذي يزيد من حالتها المرضية، لذلك إضطررت إلى الإبقاء عليها وهي في وعيها الكامل أثناء العملية”.
ويذكر أن ماريا كانت منفعلة، ما أدى إلى زيادة الرجفة لديها، الامر الذي دفع الطبيب ووالدتها إلى محاولة تطمينها لأنه في حالة الإضطراب يزداد الإرتعاش والإرتجاف.
أما العملية التي قام الشربجي بإنجازها فهي زراعة عضم و”زروعات” في فكي المريضة بنجاح وقد تحسنت حالتها، أما المرحلة الثانية فهي إجراء عملية أخرى للمريضة بعد أن تلتحم العظام المزروعة مع الفكين.
وعن إجرائه هذه العملية في المجر، قال الشربجي: “المجر إحتضنتني منذ أن كنت طالبا ودرست فيها المرحلة الجامعية وتخصصت في طب وجراحة الأسنان، وأتحدث لغة هذا البلد منذ فترة طويلة على الرغم من إسمي العربي ولهجتي الطرابلسية، ولكن من يثابر ينجح في عمله ويبني شخصيته وبالطبع المجريون محبون ومنفتحون على جميع الشعوب”.
وختم: “بالنسبة لي أنا ملتزم بقسم الطب منذ تخرجي ولا أميز بين دين وآخر ولا بين الأعراق ولذلك حاولت جهدي أن أهب مريضتي ماريا فرصة للعيش كما ترغب وتريد”.
© www.imlebanon.org