سابين الحاج
بينما تتّجه النساء إلى نفخ خدودهنّ وشفاههن وصدورهن وحتى مؤخّراتهن، يسعى الرَجل إلى نفخ عضلاته. وإنْ كانت الحقَن التجميلية النسائية تكلّف كثيراً من المال وملحقاته من الآلام، فإنّ التمتّع بعضلات مفتولة يأسر الرَجل لساعات في النادي الرياضي، حيث يَلهث خلف صورة فحولية.
«كِل ما بيكبروا عضلاتو بخِفّوا عقلاتو». تتداول بعض أوساط النساء هذه العبارة. فالرَجل يعتقد أنّ تكبير عضلاته يزيد النساءَ انبهاراً به، بينما صورة «الباديبيلدر» تدلّ العديد من النساء إلى نرجسية هذا الرجل الذي يعبد تضخيَم معالم جسده، ويمنحها الأولوية. ولكن هل تفضّل النساء صاحبَ الكرش على صاحب العضلات؟
الخوف على الأنا
يوحي «المكَرّش» للبعض بأنّه سيكون أكثر اهتماماً بهنّ. وتؤكّد سارة (23 عاماً): «من دأبَ على تقسيم معدته إلى 6 أقسام، لم يتكبّد كلّ هذا العناء ليرافق فتاة واحدة، بل هو استثمر شكله ليقهر قلوب العذارى، وأنا لن أسمحَ لأحد بقهري». وتضيف: «لا يجذبني صاحب العضلات الكبيرة والمعدة المفصّلة، بل أفضّل من يتمتّع بكرش صغير».
سارة ليست المرأة الوحيدة التي ترى عدم الأمان بهاوي كمال الأجسام. فقد أكّدت دراسة بريطانية أنّ 74 في المئة من النساء يفضّلن الرجل صاحب الكرش الصغير.
من المرجّح أنّ خشية النساء من التعرّف إلى شاب يتمتع بجسد استغرَق نحته جهداً، ما كانت لتستشري لولا ارتباط السبب بالأنا عند هؤلاء النسوة. فقد بات واضحاً أنّ المرأة تشعر بالدونية برفقةِ رجل العضلات الكبيرة، لأنّ وجودها إلى جانبه يسلّط الضوء على عيوب جسدها.
وهي تفكّر بأنّ الرجل صاحب الهوس الجسدي الرياضي لن يتساهل مع عيوبها الجسدية، بينما يُطمئنها حامل الكرش الصغير لأنّ صفاته تضعهما على قدم المساواة.
لينا المهندسة ابنة الـ 25 عاماً إحدى الفتيات اللواتي يعانين من بعض السمنة الزائدة، ويَعملن على تطوير جسدهن في النادي. تروي لـ«الجمهورية» كيف أَعجبَت أحد الشبّان «الضغّيطين» في النادي، فدأبَ على ملاحقتها. وتؤكّد: «يبدو أنه انجَذب لابتسامتي وروح الدعابة والفكاهة التي أشاركها مع بعض الكادّين في الصالة الرياضية».
وتوضح: «على رغم كونه جميلاً وجدّياً إلّا أنّني لم أوافق على الخروج مع رجل يفوقني اهتماماً بجسمه، بينما أعرف جيّداً كم سيكون من الصعب عليّ الوصول إلى كماله». وتضيف مبتسمةً: «لا أتخايل نفسي بعد الزواج وأنا أتعرّى أمام رجل العضلات المفتولة، فسأشعر بانزعاج شديد لو وضَعت نفسي في هذا الموقف».
هل هو ممِلّ؟
لا تتجنّب العديد من النساء تحدّي الوقوف أمام «قبضاي عصره» وحسب، بل يتّهمنه أيضاً بالعزلة الاجتماعية وبالممِل. يُذكر أنّ 96 في المئة من النساء اللواتي أجَبن على أسئلة الاستطلاع البريطاني نعتنَ الرجال الذين يقصدون الصالات الرياضية بانتظام لتربية العضلات بالممِلّين.
وتوضح سمر (27 عاماً) لـ«الجمهورية»، وهي صديقة شاب «يعبد عضلاته»: «لتحقيق أهدافه الجسدية يفضّل طبعاً رفقة المكينات على الخروج مع الأصدقاء إلى المطاعم أو تكريس وقته لي، وأنا اليوم أرافقه بعض أيام الأسبوع إلى النادي، وألتزم الجلوس في البيت في أيام أخرى، إذ لا أتمكّن من مجاراة مواظبته على التمارين».
السرّ في الاعتدال
عدم انجذاب عدد كبير من النساء لرجل العضلات لا يعني أنّهن يفقدن وعيَهنّ أمام البدين جداً ومن يتباهى بتكبير بطنه بدل تكبير عضلاته. فربّما يبقى صاحب الجسد الصحّي المعتدل، وغير العامل على إنجاز المبالغات، الأوفرَ حظاً، فلا يربّي كرشاً كبيراً ولا عضلات مخيفة.
الرجل الرياضي باعتدال أكثرُ اجتماعية، فهو يكرّس بعض الوقت للرياضة حتى يحافظ على رشاقته وصحّته، دون أن يحوّل نشاطه إلى هوس يَحمله على تعاطي المنشّطات أو حرق كامل وقتِه ومجهوده في النادي. هو يضمن لنفسه أكتافاً عريضة بعض الشيء، وجذّابة، فتوحي بالحماية للنساء، دون بلوغ حدّ الإدمان وإقلاقهنّ.
© www.aljoumhouria.com