أميركا / أليتيا (aleteia.org/ar) – نهار الأربعاء 13 أبريل الجاري، أنهى كوبي براينت، أحد أبرز الرياضيين في التاريخ، مهنته التي استمرت 20 سنة كلاعب كرة سلة، بمفاجأة مسجلاً 60 نقطة في مباراته الأخيرة.
وفي حين أن تاريخ براينت حافل بالإنجازات منها فوزه خمس مرات بلقب بطل الدوري الأميركي لكرة السلة للمحترفين، ومرتين بلقب البطل الأولمبي، ومشاركته 18 مرة في مباريات كل النجوم، واعتباره ثالث أبرز هدّاف في تاريخ NBA، إلا أن الدور الذي أدّاه إيمانه الكاثوليكي في مساعدته في إحدى أحلك ساعات حياته ليس معروفاً إلا من قبل قلائل.
وُلد كوبي براينت في فيلادلفيا وترعرع في كنف عائلة كاثوليكية وأمضى بعض أيام شبابه في إيطاليا. انضم إلى الدوري الأميركي لكرة السلة للمحترفين في السابعة عشرة من عمره. بعدها تزوج بفانيسا لاين في كنيسة القديس ادوارد الكاثوليكية الرومانية في دانا بوينت، كاليفورنيا. وبعد عامين، رُزقا بطفلهما الأول. كان براينت ناجحاً، وكان كل شيء يسلك الطريق المؤدي إلى تحقيق أحلامه.
بعدها، ارتكب خطأ فادحاً.
سنة 2003، اتُهم كوبي براينت باغتصاب امرأة في غرفته في أحد الفنادق فيما كان متواجداً في كولورادو للخضوع لعملية جراحية في ركبته. فاعترف بممارسته الجنس مع المرأة، لكنه نفى أنه اغتصبها. لاحقاً، أسقط القاضي التهم، لكن المرأة قدّمت شكوى مدنية ضد براينت أُسقطت خارج المحكمة. وسط ذلك كله، عبّر علناً عن اعتذاره، قائلاً أنه يشعر بالخجل مما فعله.
كانت للحادثة تداعيات جسيمة إذ تخلى عنه العديد من الرعاة وشُوهت سمعته. وسنة 2011، قدمت زوجته طلباً للطلاق منه.
لكن كوبي براينت التجأ إلى إيمانه الكاثوليكي خلال إحدى أحلك لحظات حياته. وفي حديث إلى مجلة GQ، أوضح السنة الفائتة:
“الأمر الذي ساعدني فعلاً خلال تلك العملية – أنا كاثوليكي وتربيت على الكثلكة، وأولادي كاثوليك – كان التحدث مع كاهن. ما حصل مضحك قليلاً: نظر إلي وقال لي: “هل فعلت ذلك؟”. فأجبته: “طبعاً لا”. بعدها، سألني: “هل لديك محامٍ بارع؟” فأجبته: “أجل، إنه رائع”. عندها، قال لي: “انس الموضوع. وامضِ قدماً. الله لن يعطيك أي شيء لا تستطيع تحمله، والأمر بات بين يديه الآن. هذا أمر لا تستطيع السيطرة عليه”. هنا، كانت نقطة التحول”.
بعد سنوات قاسية، تصالح كوبي براينت مع زوجته، وبقيا متزوجين حتى يومنا هذا. وأسسا معاً مؤسسة كوبي وفانيسا براينت العائلية المكرسة لمساعدة الشباب المحتاجين وتشجيع تنمية المهارات الجسدية والاجتماعية من خلال الرياضة، وإعانة المشردين. وإن الجواب الذي قدّمه براينت عن سؤال حول هذا الالتزام سنة 2013، أسعد البابا فرنسيس على الأرجح.
قال: “تتجه مهنتي نحو النهاية. وفي ختامها، لا أريد أن أنظر إلى الوراء وأقول:”حسناً، كانت مهنتي ناجحة لأنني فزت بعدة بطولات وسجلت نقاطاً كثيرة”. لا بد أن أفعل أمراً آخراً بالإضافة إلى ما قمت به”.
أضاف: “إن مسألة المشردين لا تولى أهمية كبيرة لأنه من السهل إلقاء اللوم على المشردين والقول: “حسناً، لقد اتخذتم ذلك الخيار السيئ. هذا هو المكان الذي تنتمون إليه. إنها غلطتكم”. في الحياة، نرتكب جميعاً أخطاءً، ولا يصحّ الابتعاد والسماح لشخص ما بأن يعيش على ذلك النحو والتبرؤ منه”.
أدرك براينت في محنه، وربما كردّ فعل عليها، أن الشهرة والثروة ليستا مهمتين بقدر الإيمان والعائلة. عندما تخلى الجميع عنه، بقيت الكنيسة الكاثوليكية حاضرة لمساعدته.
قد يكون نجماً وأسطورة في الدوري الأميركي لكرة السلة للمحترفين، ولكن بإمكان النجوم أيضاً أن يلجأوا إلى دعم الإيمان وإلى كاهن صالح.
© www.aleteia.org