هل شعرت بأن مديرك شخص غير طبيعي، لست وحدك، إذ يبدو أن هناك وظائف مرموقة تتطلب أو يفضل أن يكون من يشغلها مريضاً نفسياً.
فالمريض النفسي يصعب غالباً التعرف عليه، لأنهم لا يبدون مثل شخصية السفاح التي نراها في الأفلام أو نقرأ عنها في الكتب. ففي كثير من الأحيان، يبدو المرضى النفسيون طبيعيين للغاية، وهذا ما يجعل من الصعب التعرف عليهم.
ويُعرف الشخص المصاب باضطرابات نفسية، في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية، بأنه كل إنسان لديه شعور مفرط ومبالغ فيه بتقدير الذات، ويمتلك مهارة التلاعب بالآخرين. ولكن، يبقى تشخيص هذا المرض أمراً معقداً للغاية.
ولكن يبدو أن الشيء الوحيد المشترك بين المرضى النفسيين أنهم يميلون إلى اختيار المهن ذاتها، ومن المرجح أن تجد الكثير منهم في مناصب قيادية بسبب قسوتهم أو شخصيتهم الكاريزماتية أو انعدام الشعور بالخوف لديهم، حسب تقرير لموقع Business Insider الأميركي.
وهم جيدون جداً في اتخاذ القرارات الحاسمة، ولكن ليس المرضى النفسيون بتلك الكفاءة في المهن التي تتطلب قدراً من العاطفة مثل التمريض أو العلاج النفسي.
في هذا السياق، نجد قائمة كاملة بها أنواع الوظائف التي تجذب معظم المرضى النفسيين، قدمها كيفن دوتون، الكاتب والطبيب النفسي البريطاني المتخصص في دراسة الاعتلال النفسي، في كتابه "حكمة المرضى النفسيين: ما يمكن للقديسين والجواسيس والقتلة المتسلسلين أن يعلمونا عن النجاح".
يستخدم "المرضى النفسيون الوظيفيون"، كما يسميهم دوتون، "انفصالهم العاطفي ورباطة جأشهم والكاريزماتية التي يتميزون بها للنجاح في صلب المجتمع".
بعبارة أخرى، غالباً ما يعيش المرضى النفسيون مثل أي شخص عادي، ولكنهم يحملون بعض السمات التي تجعلهم مختلفين.
فيما يلي أفضل 10 اختيارات مهنية للمرضى النفسيين، في ترتيب تصاعدي حسب شعبيتها.
10 – الموظف الحكومي: وجودهم مهم للحفاظ على النظام
جيدون في الأزمات، لهذا السبب وأسباب أخرى ارتأى مسؤولو حكومة المملكة المتحدة في سنة 2014 أن توظيف المرضى النفسيين على وجه التحديد مهم جداً "للحفاظ على النظام"، لأنهم "جيدون للغاية في الأزمات، ولا يكنون أي مشاعر تجاه الآخرين كما لا يدينون بأي مبادئ أو أخلاقيات، ويميلون إلى أن يكونوا أذكياء جداً ومنطقيين".
ووفقاً لدوتون، يختار المرضى النفسيون أن يكونوا موظفين حكوميين، وهو الاختيار المهني العاشر الأكثر شعبية بالنسبة لهم.
9- الطباخ: قدرتهم على عمل الفوضى تميزهم
لا يرغب معظم المرضى النفسيين بإلحاق الضرر بالآخرين، لذلك لا داعي للقلق بشأن الطهاة المصابين بمرض نفسي عندما يكونون على مقربة من النيران المكشوفة والسكاكين أثناء ممارستهم عملهم.
وغالباً ما يتألق المرضى النفسيون وسط الفوضى حيث قد يفشل الآخرون، وربما كان هذا هو سبب نجاحهم في المطابخ التي تكون على أشدها في لحظات الذروة.
8- رجل الدين: استغلال الآخرين بشكل شرعي
في مقالة نشرت في مدوّنة سايكولوجي توداي، شرح الخبير جو نافارو، من مكتب التحقيقات الفدرالي، بعض الأسباب التي قد تدفع المرضى النفسيين إلى العمل في مهنة رجال الدين.
وقد ذكر نافارو من بين تلك الدوافع حقيقة أن الهيئات الدينية قد تكون وسيلة بالنسبة لبعض البشر لاستغلال الآخرين، مع إضفاء شرعية على أعمالها. كما يسهل ضمن المؤسسات الدينية إقامة تحالفات، التي يمكن أن تمنح المتلاعبين الأفضلية في الوصول إلى معلومات حساسة.
7 – الشرطي: بيئته مناسبة لهذا المجال
إنه من بين المجالات المفضلة لهم، فمن بين سمات المرضى النفسيين المميزة، القدرة على إظهار قدر كبير من الهدوء عند تعرضهم للضغط.
ونظراً لأن ضباط الشرطة يعملون في بيئة شديدة التوتر والخطورة، من المفيد للغاية أن يتسم الشخص بالهدوء عند مواجهة الأزمات. وقد يكون هذا السبب وراء تحول سلطة إنفاذ القانون إلى الاختيار المهني الشعبي للمرضى النفسيين.
6- الصحفي: مهنة تحتاج الصلابة
عرض دوتون في قائمته بعض سمات المرضى النفسيين مثل الجاذبية والقدرة على التركيز والوعي والصلابة وفرط النشاط، وهي جميعها سمات حاسمة في مجال الصحافة، خاصة عندما يكون لدى الموظف مواعيد نهائية صارمة لتقديم عمله، وعليه الحصول على إجابات من بعض المصادر.
5- طبيب جراح: الحصانة من الإجهاد تجعله ممتازا
سعت إحدى الدراسات التي نشرت في مجلة "البيلتان" التابعة لكلية الجراحين الملكية بإنكلترا إلى معرفة ما إذا كان الجراحون يعانون من مرض نفسي أم لا. وأظهرت النتائج أن الاستشاريين في المستشفيات التعليمية سجلوا درجات أعلى فيما يتعلق بمدى معاناتهم من مرض نفسي مقارنة بمستشاري المستشفى العام في المنطقة، وكلاهما سجل درجات أعلى مقارنة بعموم السكان.
ومن بين الأسباب المحتملة التي قدمها الخبراء، الذين ألفوا الدراسة، لتفسير ذلك، خلال نقاشاتهم أن "الحصانة من الإجهاد هي السمة البارزة في شخصية الأطباء"، خاصة أن على الجراحين أن يتخذوا قرارات سريعة وصعبة كل يوم.
4- مندوب المبيعات: ميزته العجز عن العمل في الفريق
قد يُظهر الشخص المصاب بمرض نفسي ويعمل في مجال المبيعات بعض السمات الغريبة والخاصة. ففي الغالب، يعمل على الترويج لنفسه دون حياء، كما لا يتوانى عن سرقة بيانات الاتصال الخاصة بالآخرين.
وعادة ما تجتاحه رغبة شديدة لكسب أكبر قدر من المال، بالإضافة إلى أنه يعجز عن العمل ضمن فريق. وحسب منهج عمل مؤسستك، قد تكون هذه السمات أسوأ كابوس لك، أو قد تكون الصفات المنشودة.
3- رجل الإعلام في الراديو أو التلفزيون: النرجسية وسيلة للنجاح
يظهر بعض المرضى النفسيين شيئاً من النرجسية، وهي السمة المناسبة في وظيفة تتطلب أن تكون تحت الأضواء بشكل دائم.
وقد يكون سبب شعبية هذا الاختيار الوظيفي للمرضى النفسيين أن الظهور التلفزيوني أو الإذاعي يتطلب التحلي بالهدوء في مواجهة الضغوط.
2- المحامي: الهدوء والجاذبية المخادعة وهذه القوة
في كتاب "اعترافات معتلة اجتماعياً: حياة قضيتها مختبئة في العلن"، تدعي المؤلفة أم إي توماس، التي تعد من بين النساء اللاتي اعترفن صراحة بأنهن معتلات اجتماعياً، أن الاعتلال المجتمعي قد ساعدها في أن تكون محامية أفضل.
وقالت المحامية روث لي جونسون، في مقالة نشرت في مدونة سايكولوجي توداي، إنه على الرغم من أن سمات المرضى النفسيين، مثل الثقة بالنفس وهدوء الأعصاب والجاذبية الخادعة، قد تكون مفيدة للمحامين، إلا أنه من الصعب الاعتراف بأن هذه السمات وحدها كافية. ولكن هذه السمات تمنح أي شخص القوة لمواجهة كل شيء.
1- الرئيس التنفيذي: ذروة نجاحه نقل الفوضى للآخرين
يتمتع المرضى النفسيون بما يسمى "بالمرونة في مواجهة الفوضى"، وهذا لا يعني فقط أنهم يحافظون على هدوئهم تحت الضغط، ولكنهم يخلقون في بعض الأحيان الفوضى للآخرين، نظراً لأن ذلك يجعلهم يبدون في مظهر جيد في الوقت الذي يعاني فيه الناس من حولهم.
لذلك قد يستخدم بعض المرضى النفسيين هذه الطريقة لتسلق السلم الوظيفي وصولاً إلى القمة. وقد لا يكون البعض الآخر بالضرورة متلاعباً، حيث يصلون إلى القمة من خلال مهاراتهم وحدها.