عاد النادي "الرياضي بيروت" بطل لبنان ليشغل الرأي السلّوي بعدما كان الأبعد من بين كل الفرق التي تصيبها "شظايا" الشائعات حول هذا الإنتقال او ذاك. عودة "الرياضي" الى "بازار" الإنتقالات لا يخفى على أحد أنّه ناتج من مفاجأة الخروج من الدور نصف النهائي لبطولة الاندية العربية التي أُقيمت في المغرب على يد "جمعية سلا" المضيف.
فالخروج لم يكن المفاجأة بحدّ ذاته، بل إنّ أداء "الرياضي" في هذه البطولة وفي الفترة الاخيرة طرح علامات إستفهام كثيرة، خصوصاً أنّ الفريق بات يستفيد من خدمات النجم إسماعيل احمد كلاعب محلي، ما مكّن الجهاز الفنّي للفريق الأصفر بالإستعانة بلاعب جناح أجنبي. على رغم هذه التدعيمات فإنّ أداء "الرياضي" من الناحية الهجومية وغياب الروح القتالية شكّل "نقزة" سرعان ما أعادته خلية نحل لمعالجة هذه المشكلات.
فلم يكن خافياً وجود ثلاثة توجهات لبطل لبنان: الاول إستبدال براين راش بصورة فورية، الثاني الحاجة للاعب إرتكاز محلي لغياب البديل، والثالث تقليص "عجقة" اللاعبين في مركز الجناح خصوصاً انّها بدأت تؤدي الى اجواء غير مستحبة داخل الفريق.
"الرياضي" عالج أوّل نقطتين فاستقدم اللاعب الأميركي الغني عن التعريف جيريمايا ماسي في عقد لثلاثة أشهر، إضافة الى الإبقاء على روي سماحة الذي كانت تدور معه مفاوضات سابقاً لفسخ العقد، ولم تتواصل آنذاك هذه المساعي الى حلّ كون ظروف الأندية الاخرى لم تساعد. تبقى النقطة الثالثة ومَن سيكون ضحية هذه التشكيلة المدَجَّجة بالنجوم خصوصاً أنّ الفريق مضطرٌ للتخلي عن لاعب من لائحة النخبة (يضمّ حالياً ستة لاعبين نخبَوِيين مع سماحة)؟!
الأصابع كلّها دلّت الى اللاعب احمد إبراهيم الذي يبدو انّه لم يعد مرتاحاً في الدور المعطى اليه خصوصاً بعدما كان اساسياً في الموسمين الماضيين ليعود وبجد نفسه على دكّة البدلاء في الآونة الأخيرة. وبما أنّ معظم الفرق أنهت تعاقداتها، بات "الشانفيل" الوجهة المفترَضة لإبراهيم ولا سيما أنّ الفريق المتني بحاجة للاعب في مركز 3 لمساندة باسل بوجي.
فمدرّب "الشانفيل" غسان سركيس بدأ مرحلة جديدة في مسيرته من دون "توأمه الروحي" فادي الخطيب الذي لعب وإياه 14 موسماً من "الحكمة" الى "الإتحاد الحلبي" السوري فـ"الشانفيل" و"عمشيت"، ومع أنّ أحداً لا يقارَن بعد بالخطيب حتى اللحظة، لكن يبدو أنّ إبراهيم قد يكون الأقرب الى قلب سركيس كي يشكّل معه ثنائياً جديداً في ظلّ مَن يقول إنّ إبراهيم يحتاج لهذه الدفعة المعنوية والفنّية كي يظهر قدراته القصوى وما ينقل عن لسان مقرّبين لإبراهيم بأنّه لم يستطع إظهارها في "الرياضي" نظراً الى الفلسفة الفنّية التي يعتمدها سلوبودان سوبوتيتش والقاضية بالتركيز على الناحية الدفاعية بشدّة والحدّ من النزعة الفردية لدى اللاعبين هجومياً. إذ يمكن مقارنة أرقام إبراهيم والتي كانت 13.1 نقطة في الموسم الأول وتراجعت الى 10.5 بـ22 دقيقة في الموسم الثاني.
ويتكتم الطرفان (أي "الشانفيل" و"الرياضي") حتى اللحظة عن الإفصاح بمعلوماتٍ عن عقد أيّ صفقة من هذا النوع، إذ تدخل فيها عوامل عديدة منها الإتفاق على تقاسم النفقات المالية للاعب خصوصاً انّ "الرياضي" سدّد منها الثلث حتى اللحظة، إضافة الى أنّ "الرياضي" لن يتخلّى عن إبراهيم البالغ 22 عاماً إلّا على سبيل الإعارة كما فعل سابقاً مع امير سعود الى "هوبس". لكنّ المعلومات تشير الى أنّ المفاوضات مستمرة لمحاولة إيجاد إتفاق يحظى برضى الطرفين.
فـ"الرياضي" مُجبَر على التخلي عن لاعب من لائحة النخبة ولا مفرّ من ذلك ولا فريقَ آخر يبدو مهتمّاً بإبراهيم سوى "الشانفيل".
موضوع إبراهيم يفتح نقاشاً آخر، من النوع الساخن جداً، وهو وجهة اللاعب فادي الخطيب بعد نهاية مشواره بالدَوري الصيني في شباط المقبل.
إذ إنّ رحيل إبراهيم المتوقع يعني بقاء موقع شاغر لـ"الرياضي" (يحقّ له بعشرة لاعبين فوق العشرين عاماً) بعدما سبق له ايضاً أن استغنى عن ماريو عبود لصالح "هومنتمن".
معركة الخطيب ستدفع بأندية "الرياضي" و"الحكمة" و"التضامن زوق مكايل" الى ترك مقعد شاغر لمحاولة إستمالة الخطيب في شباط المقبل بحسب القانون الجديد الذي استفاد منه "الحكمة" الموسم المنصرم لضمّ كيكو حيدر و"المتحّد" لضمّ غالب رضا في المراحل النهائية.
أيّاً تكن الاجوبة في الأيام المقبلة، يبدو أنّ صراع بطولة لبنان، على رغم مرورها بمطبات كثيرة، يعد بموسم حافل، وبفصل جديد من المنافسة على اللقب، مع توقع تجدّد المواجهة النهائية بين "الرياضي" و"الحكمة"!
(دانيال عبود - الجمهورية)